غالب كتب الأشاعرة الكلامية تبتدئ بتفصيل المقدمات العقلية والمنطقية والطبيعية، ثم تعرض بعد ذلك لما يسمى بالإلهيات، وأول ما تبتدئ به من ذلك إثبات وجود الله، وبيان أن ما سواه محدث مخلوق، وترد في أثناء ذلك على الدهرية والفلاسفة وغيرهم، ثم تعرض بعد ذلك لوحدانية الله الخالق وصفاته.
وفي أثناء ذلك تعرض لعدة مسائل كأول واجب على المكلف، ودليل حدوث الأجسام وغيره من الأدلة، ومعنى التوحيد، وغيرها من المسائل التفصيلية.
هذه سمة عامة لكتب الأشاعرة (١) ، وقد تتبع شيخ الإسلام هذه القضايا وناقشها، ورد على الأشاعرة في المسائل التي قصروا أو أخطأوا فيها، ويمكن عرض منهج شيخ الإسلام في مناقشة هذه القضايا حسب النقاط التالية:
١- أول واجب على المكلف.
٢- التوحيد عند الأشاعرة، وحقيقة التوحيد الذي دعت إليه الرسل.
٣- توحيد الربوبية ويشمل:
أ - أدلة إثبات الصانع، وحدوث العالم.
ب - إثبات وحدانية الله.
(١) انظر على سبيل المثال: التمهيد للباقلاني (ص: ٢٢-٢٥) - ت مكارثي، أصول الدين للبغدادي (ص: ٦٨) وما بعدها، الاعتقاد للبيهقي (ص ٣٨-٤٨) ، الارشاد للجويني (ص: ٣-٢٩) و (ص: ٥٢-٥٩) ، والاقتصاد في الاعتقاد للغزالي (ص: ١٨-٢٦، ٤٨) ، ونهاية الإقدام للشهرستاني (ص: ٥) وما بعدها، و (ص: ٩٠) ، والأربعين للرازي (ص: ٣) وما بعدها و (ص: ٢٢١) ، وغاية المرام للآمدي (ص: ٩-٢٣) ، وشرح المواقف (٨/٢) وما بعدها.