للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم نقل عن بعض العلماء- كالغزالي، والجويني، وأبي حامد الأسفراييني، وابن عبد البر، وأبي محمد المقدسي وغيرهم من أصحاب مالك والشافعي وأحمد- أنهم قالوا: المراد بالحديث نفي الفضيلة والاستحباب، ونفي الوجوب بالنذر، لا نفي الجواز (١) ، ثم بين شيخ الإسلام من خلال ردوده المطولة أن أحدا من العلماء لم يقل: إن السفر إلى غير هذه الأماكن الثلاثة- بقصد التعظيم أو التقرب- مستحب (٢) .

٤- كما ذكر شيخ الإسلام أن السفر إلى زيارة القبور رخص فيه بعض المتأخرين كالغزالي (٣) ، كما رد على القاضي عياض في قوله: إن التربة التي دفن فيها النبى-صلى الله عليه وسلم- أفضل من المسجد الحرام (٤) ، كما ذكر عن بعض نفاة الغلو أنهم يعظمون المتصوفة، وأن أحدهم يأخذ ورقة فيها سر مذهبه،

يرقى بها المرضى كما يرقى المسلمون بفاتحة الكتاب، قال شيخ الإسلام- كما أخبرنا بذلك الثقاة- وهم يقدمون تلك الرقية على فاتحة الكتاب (٥) .

[ثالثا: توحيد الربوبية]

سبقت الإشارة إلى أن النوع الثالث من أنواع التوحيد عند الأشاعرة قولهم: إن الله واحد في أفعاله لا شريك له، وأن الألوهية هي القدرة على الاختراع، وأن معنى لا إله إلا الله لا خالق إلا الله، كا تقدم بيان ما في هذا القول من الحق والباطل، وأن إثباتهم لتوحيد الربوبية صحيح، ولكن الخطأ الذي وقعوا فيه ظنهم أن هذا هو غاية التوحيد الذي دعت إليه الرسل وإغفالهم لتوحيد الألوهية.


(١) الرد على الأخنائي (ص: ٣٣، ١٦٦-١٨٤،١٦٧) - ط السلفية، القاهرة، وانظر مختصره في مجموع الفتاوى (٢٧/٢٢٦) .
(٢) انظر: المصدر السابق، الصفحات نفسها.
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٢٧/٢٧-٢٨) .
(٤) انظر: المصدر السابق (٢٧/٣٧-٣٨) .
(٥) انظر: درء التعارض (٦/١٧٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>