للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥- التسعينية. وقد اشتملت على مناقشة للأشاعرة من ثمانية وسبعين وجها (١) ، كلها للرد عليهم حول كلام الله. وهي مناقشات فريدة في هذا الباب.

ويمكن ذكر منهجه في ذلك كما يلي:

أولاً: نشأة قول الأشاعرة في كلام الله، وأسبابه:

قلما يعرض شيخ الإسلام لمسألة كلام الله وأقوال الكلابية والأشاعرة فيه إلا ويعرض لنشأة مذهبهم في ذلك، تلك النشأة التي أصبحت تمثل مذهبا خاصا بهم، تميزوا به عن غيرهم.

وقد بين شيخ الإسلام أن قول الأشاعرة في كلام الله جزء من مذهبهم في الصفات الاختيارية القائمة بالله، والتي نفوها لأجل دليل حدوث الأجسام والأعراض الذي استدلوا به على حدوث العالم - وقد سبق شرحه عند الكلام على توحيد الربوبية، وعلى ما نفوه من الصفات - وأول من ابتدع مقالة نفي الصفات الفعلية القائمة بالله ومقالة القول بقدم كلام الله وأنه معنى واحد ليس بحرف ولا صوت ابن كلاب، وتبعه على ذلك الأشاعرة.

فإن الناس قبل ابن كلاب كانوا في الصفات على قولين:

- قول أهل السنة الذين يثبتون جميع الصفات، كالعلم والحياة والقدرة والإرادة والكلام والوجه واليدين والعين والمجيء والنزول والاستواء والغضب والمحبة وغيرها، دون أن يفرقوا بين صفات الذات، وصفات الفعل المتعلقة بمشيئته وقدرته.

- وقول الجهمية والمعتزلة الذين ينفون جميع هذه الصفات دون تفريق.


(١) عرض شيخ الإسلام في بداية التسعينية لبعض المتعلقة بمحنته في مصر، وموقفه منها، وأهمها مسألة العلو والجهة ومسألة كلام الله، وبدأ في (_ص:٣٠) مناقشة مسألة كلام الله والحرف والصوت، وفي (ص:١٣٨-١٤٣) نقل كلام الرازي في نهاية العقول، ثم رد عليه من ثمانية وسبعين وجها (ص:١٤٣-٢٤١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>