للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن الزاغوني وغيرهم (١) .

والاشاعرة فسروا كلام السلف بهذا التفسير ليسلم لهم مذهبهم في القرآن العربي وأنه مخلوق، لأنهم بهذا موافقون لمن يقول لفظي بالقرآن مخلوق، ويقصد به التلاوة.

ولا شك أن هؤلاء مخطئون فيما ظنوه، والإمام أحمد وغيره لم ينكروا إطلاق اللفظ لأن المقصود به الطرح، وإنما لأن اللفظ يقصد به التلاوة والقراءة، والمسلمون يقولون تلوت القرآن وقرأته.

ثم إن اللفظ وارد في الكلام، فيقال: لفظت الكلام وتلفظت به كما قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (قّ:١٨) ، وأهل السنة ربطوا بين اللفظ والتلاوة فقالوا: من قال لفظي بالقرآن وتلاوتي أن قراءتي مخلوقة فهو جهمي، ومن قال: إنه غير مخلوق فهو مبتدع (٢) .

ومسألة اللفظ شرحها شيخ الإسلام وبين ما فيها من اللبس، مع بيان ما جرى بين علماء السنة فيها، وفصل وجه الحق فيها، وبين وجه إنكار السلف على الطائفتين، وما في هذه الألفاظ من الإجمال (٣) .

كما عرض شيخ الإسلام لمسألة أخرى متعلقة بذلك وهي مسألة الحروف عموما في كلام الله وكلام غيره - هل يقال إن الحروف مخلوقة لأنها من كلام الآدميين، أو يقال: إنها ليست مخلوقة لأنها من كلام الله، كل قول من هذين قال به طوائف.


(١) انظر: الكيلانية - مجموع الفتاوى - (١٢/٣٦٢) ، ودرء التعارض (١/٢٦٨) .
(٢) انظر: المسألة المصرية في القرآن - مجموع الفتاوى - (١٢/٢٠٩-٢١٠) .
(٣) انظر: في مسألة "اللفظ" درء التعارض (١/٢٥٦-٢٧١) ، والتسعينية (ص:٢٣٤-٢٣٥) ، ومجموع الفتاوى (١٢/٣٠٦-٣٠٧، ٥٧٣-٥٧٤) ، والمسألة المصرية - مجموع الفتاوى (١٢/٢٠٦-٢١٠) ، ومسألة الأحرف - مجموع الفتاوى (١٢/٧٤-٧٥) ، والكيلانية - مجموع الفتاوى (١٢/٣٥٩-٣٦٤، ٣٧٤، ٤٠٨-٤٣٣) ، وجواب أهل العلم والإيمان - مجموع الفتاوى (١٧/٣٤-٣٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>