للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من السلطان أن لا يولي أحد بمال ولا رشوة، وأن يقتص من القاتل بحكم الشرع. وكان ذلك بمشورة ابن تيمية (١) . كما حارب ابت تيمية بعض البدع ومنها صلاة الرغائب (٢) فيذكر ابن كثير أنه في سنة ٧٠٦هـ صليت صلاة الرغائب التي أبطلها ابن تيمية بسبب سجنه في مصر (٣) ، ثم أبطلت سنة ٧٠٧ هـ (٤) .

هذه نماذج من مواقف ابن تيمية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو لم يكن في حياته إلا هذا الجانب لكان دليلاً على جهاده وصبره -رحمه الله-.

ومما يلحظ في هذا الجانب وفي غيره أن ابن تيمية كانت له جماعة من أصحابه يستعين بهم، وينفذون معه ما يريد، ويصحبونه في حالات جهاده، وأمره بالمعروف أو نهيه عن المنكر، وهذا ملاحظ في ترجمته، فابن كثير يذكر أنه في سنة ٦٩٩هـ خرج الشيخ ابن تيمية وجماعة من أصحابه إلى ملك التتر (٥) ... ، وفي سنة ٧٠٤هـ ذهب مع أصحابه لهدم صخرة تزار (٦) ، وفي نفس السنة ذهب مع أصحابه إلى جبل الكسروانيين، وفي سنة ٧٠٩ هـ لم يخرج أحد من أصحابه معه إلى الاسكندرية، لكن بعد ذلك لحق به جماعة من أصحابه (٧) .

ب - جهاده للتتار:

اكتنفت جهاد التتار حالة من الغموض في بعض الأمور المتعلقة بهم، كما صاحبها أحوال من الخوف والهلع من هذه الجيوش المدمرة، كما أن أوضاع العصر


(١) انظر البداية والنهاية (١٤/٦٦) .
(٢) صلاة مبتدعة نشأت في القدس بعد الثمانين والأربعمائة، ورد فيها حديث موضوع، وهي صلاة في رجب تصلى في الليل على أثر صيام أول خميس فيه، وهذه الصلاة هي موضوع المساجلة العلمية بين العز بن عبد السلام وابن الصلاح، انظرها مع مقدمتها. طبع المكتب الإسلامي.
(٣) انظر البداية والنهاية (١٤/ ٤١) .
(٤) المصدر السابق (١٤/٤٦)
(٥) المصدر نفسه (١٤/٨)
(٦) المصدر نفسه (١٤/ ٣٤) .
(٧) انظر البداية والنهاية (١٤/ ٤٩ - ٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>