للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة " (١) ، ويعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وسلم - ويوثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - على هدى كل أحد، وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة، وسموا أهل الجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة، وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين، و" الإجماع " هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين، وهم يزنون بهذه الأصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من أقوال وأعمال باطنة وظاهرة مما له تعلق بالدين " (٢) . ولهذا نجد أحيانا بعض العلماء يفسرون الجماعة بأشخاص تمثل فيهم المنهج الحق والاتباع، فعبد الله ابن المبارك لما سئل عن الجماعة قال: " أبو بكر وعمر، فقيل له: قد مات أبو بكر وعمر، قال: ففلان وفلان، قيل له: قد مات فلان وفلان، قال ابن المبارك: أبو حمزة السكري جماعة " (٣) . فأراد ابن المبارك أن يفسر الجماعة بمن اجتمعت فيه صفات الاتباع الكامل للكتاب والسنة.

رابعا: أهل الحديث

تقدم في القول الثاني من الأقوال في المقصود بالجماعة: أنهم أهل الحديث، وأن هذا قال به جماعة من أهل العلم كالبخاري والإمام أحمد، والترمذي، وابن المبارك، وابن المديني، وأحمد بن سنان، وغيرهم. ولذلك صار عند كثير من العلماء أن الفرقة الناجية والتي يجب السير على منهاجها هم أهل الحديث. ولذلك فسنعرف بهم هنا:

الحديث في اللغة ضد القديم (٤) ، وفي الاصطلاح: عرفه بعضهم بأنه:


(١) سبق تخريجه عند الكلام عن معنى " أهل السنة ".
(٢) مجموع الفتاوى - ط الرياض (٢/ ١٥٧) .
(٣) سنن الترمذي (٤/٤٦٧) بعد حديث رقم (٢١٦٧) ، تحقيق: عطوة، وشرح السنة للبغوي (١/٢٠٥) ت: السيد صقر.
(٤) الصحاح للجوهري، مادة: حدث.

<<  <  ج: ص:  >  >>