للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤- وفي رده على الآمدي حين نقل عن طائفة أنهم يقولون عن الله: إنه جسم الأجسام، حقق القول في هذه النسبة فقال:"مع أني إلى ساعتى هذه لم أقف على قول لطائفة، ولا نقل عن طائفة أنهم قالوا: جسم كالأجسام مع أن مقالة المشبهة الذين يقولون: يد كيدى، وقدم كقدمي، وبصر كبصري مقالة معروفة، وقد ذكرها الأئمة كيزيد بن هارون، وأحمد بن حنبل، وإسحاق ابن راهويه، وغيرهم، وأنكروها وذموها، ونسبوها إلى مثل داود الجواربي البصري وأمثاله، ولكن مع هذا صاحب هذه المقالة لا يمثل بكل شيء من الأجسام، بل ببعضها، ولابد مع ذلك أن يثبتوا التماثل من وجه والاختلاف من وجه، لكن إذا أثبتوا من التماثل ما يختص بالمخلوقين كانوا مبطلين على كل حال " (١) .

٥- ولما ذكر أقوال المرجئة في الوعيد قال: " ويذكر عن غلاتهم أنهم نفوا الوعيد بالكلية، لكن لا أعلم معينا معروفا أذكر عنه هذا القول، ولكن حكي هذا عن مقاتل بن سليمان، والأشبه أنه كذب عليه " (٢) . وأحيانا يقول: وأظن أن قول فلان هو هذا وما يشبه هذا (٣) ، وقد يعبر أحيانا بمثل قوله:" كأن في الحكاية عنهما غلطا " (٤) .

٦- تصحيحه للأقوال التي تنسب خطأ إلى بعض الناس، فالكرامية الذين يقولون: إن الايمان قول في اللسان- وعليه فالمنافقون عندهم مؤمنون- يقول عنهم: " وبعض الناس يحكى عنهم أن من تكلم بلسانه دون قلبه فهو من أهل الجنة، وهو غلط عليهم، بل يقولون: إنه مؤمن كامل الايمان، وأنه من أهل النار " (٥) .


(١) درء التعارض (٤/١٤٤-١٤٥) ، وانظر (٤/٢٦-٢٧) .
(٢) شرح الأصفهانية (ص: ١٤٤) ، وانظر منهاج السنة (٣/٧٣) . وقال " والظاهر أنه غلط عليه".
(٣) الرسالة الأكملية، مجموع الفتاوى (٦/٩٦) .
(٤) النبوات (ص:٥) ، دار الكتب العلمية.
(٥) الفرقان بين الحق والباطل- مجموع الفتاوى (٣/٥٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>