للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ب- وإما أن يجعل مقتضي الصفة مفعولا منفصلا عن الله لايقوم بذاته كالخلق، فإن الله خلق الخلق فلم تحل بذاته حوادث لأن الخلق هو المخلوق، وكذلك يقول في الاستواء والنزول: إنه لا تقوم بالله صفة وإنما فعل فعلا في العرش سماه استواء، كما فعل في سماء الدنيا فعلا سماه نزولا.

ونذكر نماذج من كلامه في هذه الصفات:

- الكلام:

يثبت أن القرآن كلام اللة غير مخلوق، ويذكر لذلك الأدلة من القرآن، ويرد على المعتزلة، يقول: " إن قال قائل: لم قلتم إن الله تعالى لم يزل متكلما وإن كلام الله تعالى غير مخلوق؟ قيل له: لأن الله تعالى قال: {إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} [النحل:٤٠] ، فلو كان القرآن مخلوقا لكان الله تعالى قائلا له: كن، والقرآن قوله، ويستحيل أن يكون قوله مقولا له، لأن هذا يوجب قولا ثانيا، والقول في القول الثاني وفي تعلقه بقول ثالث كالقول في القول الأول وتعلقه بقول ثان، وهذا يقتضي مالا نهاية له من الأقوال، وذلك فاسد، وإذا فسد ذلك فسد أن يكون القرآن مخلوقا" (١) .

وفي الإبانة يذكر أدلة أخرى ومنها، قوله تعالى: {ألا له الخلق والأمر} [الأعراف:٥٤] ، ففرق بين الأمر والخلق (٢) ، كما يحتج بقوله تعالى {وكلم الله موسى تكليما} [النساء:١٦٤] ، "والتكليم هو المشافهة بالكلام، ولا يجوز أن يكون كلام المتكلم حالا في غيره مخلوقا في شيء سواه، كما لا يجوز ذلك في العلم" (٣) ، كما يذكر من الأدلة أن أسماء الله في القرآن، فكيف يكون مخلوقا (٤) .


(١) اللمع (ص: ١٥) - مكارثي-، وانظر: الإبانة (ص: ٦٥) .
(٢) انظر: الإبانة (ص: ٦٣- ٦٤) .
(٣) نفس المصدر (ص: ٧٢) .
(٤) انظر: نفس المصدر (ص: ٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>