للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن بقي في مسألة الكلام ما نسب إلى الأشعري من أنه يقول: إن كلام الله واحد، وأنه معنى قائم بذات الله تعالى، وأنه لم يزل متصفا بكونه أمرا ونهيا وخبرا، وأنه ليس بحروف ولا أصوات.

فهذه الأقوال بذاتها لم نجدها منصوصا عليها في كتبه الموجودة، لكن نسبها إليه أعلام الأشاعرة وغيرهم، كابن فورك، والجوينى، والشهرستاني، وأبي نصر السجزي (١) ، ونقلها عن هؤلاء من جاء بعدهم.

- الاستواء والعلو:

أثبت الاستواء واستدل به وبغيره على إثبات علو الله تعالى، يقول: " إن

قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل له: نقول إن الله عز وجل مستو على عرشه؟ قال: {الرحمن على العش استوى} [طه:٥] ، وقد قال الله عز وجل: {إليه يصعد الكلم الطيب} [فاطر:١٠] ، وقال: {بل رعه الله إليه} [النساء:١٥٨] ، وقال عز وجل: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه} [السجدة: ٥] وقال حكاية عن فرعون: {يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السموات فاطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا} [غافر: ٢٦- ٢٧] ، كذب موسى عليه السلام في قوله: إن الله عز وجل فوق السموات، وقال عز وجل: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} [الملك:١٦] ، فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات قال: {أأمنتم من في السماء} لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات ... " (٢) ، ثم رد على المعتزلة والجهمية وغيرهم في تأويلهم الاستواء


(١) انظر: المجرد (ص: ٦٧) ، وا لإ رشاد (ص:١٢٠) ، ونهاية الإقدام (ص:٣٠٤،٣١٣،٣٢٠) ، والملل والنحل للشهرستاني (١/٩٦) ، والرد على من أنكر الحرف والصوت (ص: ٩٥، ١١٩) مطبوع على الآلة الكاتبة.
(٢) الإبانة (٤٥-٤٦) - ط هندية-.

<<  <  ج: ص:  >  >>