للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بذات الله صفات الفعل فيقول:"وليس مجيئه حركة ولا زوالا ... وليس نزوله تعالى نقلة لأنه ليس بجسم ولا جوهر ... " (١) .

وقد نسب البيهقي إلى الأشعري في معناهما مثل ما ورد في الاستواء بأن "يحدث الله تعالى يوم القيامة فعلا يسميه إتيانا ومجيئا، لا بأن يتحرك أو ينتقل ... وهكذا قال في أخبار النزول: أن المراد به فعل يحدثه الله عز وجل في سماء الدنيا كل ليلة يسميه نزولا بلا حركة ولا نقلة ... " (٢) وهو موافق لتأويلات الأشعري السابقة.

- الرضا والغضب:

يثبتهما لكن يتأولهما بالإرادة، فرضاه عن الطائعين إرادته لنعيمهم، وغضبه على الكافرين إرادته لعذابهم (٣) ، وتأويله لهما مخالف لمذهب أهل السنة والجماعة، لكن الأشعري يتأولهما ليسلم له الأصل الفاسد الذى قال به.

٣- الصفات الخبرية:

يثبت الأشعري لله الصفات الخبرية، كالوجه، واليدين، والعينين، ويستدل لذلك بالنصوص، ويرد على من تأولها من الجهمية وغيرهم، وأطال بصفة خاصة في صفة اليدين، وناقش من تأولهما مستدلا بنصوص الكتاب والسنة، وهذا هو مذهب السلف- رحمهم الله (٤) -.

بقى أن بعض المتأخرين زعم أن للأشعري قولا آخر فيها وهو القول


(١) الرسالة إلى أهل الثغر (ص: ٧٣-٧٤) .
(٢) الأسماء والصفات للبقي (ص: ٤٤٨-٤٤٩) .
(٣) انظر: الرسالة إلى أهل الثغر (ص: ٧٤- هـ ٧) .
(٤) انظر: الإبانة (ص:٥١-٥٨) - هندية-، و (ص:١٢٠- ١٤٠) - ت- فوقية، وانظر: الرسالة إلى أهل الثغر (ص: ٧٢-٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>