للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك كل صفة من صفات الذات لاهي الصفة الأخرى ولا غيرها" (١) ، وهذا قول موهم، فابن كلاب وان قصد بهذا ماقصده في الفقرة السابقة من أن الصفات لا يقال هي الله ولا غيره حتي لا يتعدد القدماء، الا أنه بقوله: إنه لا يقال الصفة هي الأخرى ولا غيرها يقرب قليلا من أقوال النفاة الذين يرجعون صفات الله كلها إلى صفة واحدة كالعلم أو الإرادة، ولهذا لما نقل الأشعري مقالة أبي الهذيل العلاف المعتزلي في هذه المسألة قال: " وأما أبو الهذيل من المعتزلة فإنه أثبت العزة والعظمة والجلال والكبرياء، وكذلك في سائر الصفات التي يوصف بها لنفسه وقال: هي الباريء، كما قال في العلم والقدرة، فإذا قيل له: العلم هو القدرة؟ قال: خطأ أن يقال هو القدرة، وخطأ أن يقال هو غير القدرة، وهذا نحو ما أنكر من قول عبد الله بن كلاب" (٢) . والشاهد من هذا عبارة الأشعري الأخيرة.

هـ- الرؤية:

يثبت ابن كلاب الرؤية كما أثبتها أهل السنة (٣) ، ويبني ذلك على أن كل قائم بنفسه يرى (٤) ، وابن كلاب يثبت العلو والاستواء ولذلك لا يرد على إثباته للرؤية ما ورد على متأخري الأشعرية الذين أثبتوا الرؤية ونفوا العلو والاستواء (٥) .

و القضاء والقدر:

ذكر الأشعري أن ابن كلاب يقول فيه بقول أهل السنة وهو اثبات القدر


(١) المقالات (ص: ١٧٠ وانظر: ص ٥٤٦) .
(٢) انظر: المصدر السابق (ص: ١٧٧) .
(٣) المصدر نفسه (ص:٢٩٨ مع ص ٢٩٢) .
(٤) انظر: المجرد لابن فورك (ص: ٣٣٣) ، وأصول الدين للبغدادي (ص: ٩٧) ، ومنهاج السنة (٣/٢٥٤) - ت رشاد سالم-.
(٥) انظر: الكلابية وأثرها في المدرسة الأشعرية (ص: ٢٢٢) وما بعدها، والعجيب أن الباحث حرص على أن يقول إن ابن كلاب لا يقول بالجهة ليكون موافقا لمتأخري الأشعرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>