للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذلك شنع المحاسبي على بعض متصوفة عصره وانحرافاتهم، فذكر أنواعا من غرورهم بما عندهم وعدم مطابقة أقوالهم وقال بعد كلام طويل عنهم:"وإنما أطلت الوصف في هذه الفرقة لأنها عظيمة غرتها، قد غلب ذلك على كثير ممن يتعبد ويرى أنه من النساك العاملين لله عز وجل" (١) ،كما يرد على الذين يقعد بهم توكلهم الى التواكل وترك الكسب والعمل مثل شقيق البلخي الذي زعم أن الحركة في الكسب معصية (٢) ، بل-رد على من زعم أن القعود وترك العمل أفضل من الحركة، ويفصل رده عليهم من وجوه (٣) ، ثم يعرض لأقوال العلماء في مسائل عملية كثر الجدال حولها مثل الورع وحده، والعزلة عن الناس ومجانبتهم، والشبهة ومعناها، وجوائز السلطان، وغير ذلك (٤) ، وقد عرض لهذه المسائل بشكل جيد، كما رد على بعض الصوفية الذين يبيحون لأنفسهم بعض المحرمات مثل النظر المحرم ويرد حججهم الباطلة (٥) ،كمايرد على بعض الصوفية الذين يقولون بإيمان فرعون (٦) .

٢- يركز المحاسبي على مسألة " العقل"، وله كتاب في ذلك، وهو

وإن كان يميل إلى أقوال أهل الكلام إلا أنه يركز في مسألة " العقل" على ربطه بأعمال القلوب وأن الذى عقل عن ربه هو الذى يخافه ويعظمه، ولذلك ذكر معاني العقل الواردة فيه وهي:

أ- انه " غريزة جعلها الله عز وجل في الممتحنين من عباده، أقام به على البالغين للحلم الحجة ... " (٧) .


(١) انظر: الرعاية (ص: ٤٥٥) .
(٢) انظر: الكسب (ص: ٦١) .
(٣) انظر: المصدر السابق (ص: ٦٤) .
(٤) انظر: الكسب (ص: ٦٨) وما بعدها.
(٥) انظر: المسائل في أعمال القلوب والجوارح (ص: ١٦٣) .
(٦) انظر: فهم القرآن (ص: ٣٣٦) .
(٧) العقل مطبوع مع فهم القرآن (ص: ٢٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>