للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن المسائل التي تميز بها مذهب الماتريدي:

١- القول بوجوب النظر وإبطال التقليد في مسائل العقيدة ولذلك يقول: "ثبت أن التقليد ليس مما يعذر صاحبه" (١) ، وهذا قريب من مذهب بعض الأشاعرة الذين لا يصححون إيمان المقلد.

٢- ومصادر المعرفة عنده: الأعيان (الحس) ، والخير، والنظر (٢) .

٣- الاستدلال على إثبات الصانع بدليل حدوث الأجسام المبني على عدم خلوها من الأعراض، ومالا يخلو من الحوادث فهو حادث (٣) ، والماتردي لا يقتصر على هذا الدليل، وإنما يذكر أدلة أخرى (٤) ، والعجيب أن الماتريدي يعتز بإجابته أحد شيوخ الاعتزال عن الاعتراض على دليل حدوث الأجسام (٥) .

٤- استدلاله في بعض مسائل العقيدة بالسمع والعقل (٦) .

٥- والماتريدي يثبت الصفات العقلية لله تعالى كالسمع والبصر والقدرة، والإرادة والإحياء والإماتة والرزق، وغيرها من صفات الذات وصفات الفعل ولذلك فهو يقول بأزلية صفات الفعل ومنها صفة التكوين التي قال إنها أزلية، وهي من المسائل الكبار التي تميز بها مذهب الماتريدية عن مذهب الأشعرية، وأصل الخلاف فيها أن الأشاعرة - ومعهم المعتزلة - يقولون: الفعل هو المفعول،


(١) التوحيد (ص: ٣) ، وانظر كلامه حول النظر (ص:١٣٥-١٣٧) .
(٢) انظر: المصدر السابق (ص: ٧-١١) .
(٣) انظر: المصدر نفسه (ص: ١٢-١٧) ، وانظر: (ص: ٤٣) .
(٤) انظر: المصدر نفسه (ص: ١٧-١٩) ، ولكنه في (ص: ٢٣١) و (ص: ٢٣٣) يقول كلاما يدل على أن إثبات الصانع ليس له دليل إلا حدوث الأجسام.
(٥) انظر: المصدر نفسه (ص: ١٣٧-١٣٨) .
(٦) انظر: المصدر نفسه (ص:٤،١،٤،٤٤،٥٦،٣٧٣،٣٨١،٣٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>