للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهج ابن فورك ودوره في تطور المذهب الأشعري:

يعتبر ابن فورك من المعاصرين للباقلاني المتوفى سنة ٤٠٣هـ، وكلاهما تتلمذ على يد أبي الحسن الباهلي، تلميذ أبي الحسن الأشعري، ولكن شيوخ الباقلاني في مسائل الكلام أكثر، كما أن عناية ابن فورك بالحديث أكثر، ويكفي أن أحد تلامذته الإمام البيهقي.

وإذا كان قد مضى تفصيل مذهب وأقوال الباقلاني، فسيقتصر البحث هنا في عقيدة ومنهج ابن فورك على عرض مقارنة بينه وبين الباقلاني، إذ هما يمثلان مرحلة واحدة في مسيرة مذهب الأشاعرة.

فمن المسائل التي يوافق فيها ابن فورك الباقلاني:

١- الاستدلال بدليل حدوث الأجسام المسمى دليل الأعراض، وهو دليل المتكلمين المشهور، وقد أشار إليه ابن فورك عرضاً في كتابه مشكل الحديث فقال: " إن الخلق عرفوا الله سبحانه وتعالى بدلالاته المنصوبة، وآياته التي ركبها في الصور، وهي الأعراض الدالة على حدوث الأجسام، واقتضائها محدثاً لها من حيث كانا محدثين" (١) .

٢- نفي الصفات الاختيارية القائمة بالله تعالى، وهي المسألة المسماة بحلول الحوادث، وقد جاءت الإشارة إلى هذه المسألة عند ابن فورك في عدة مواضع (٢) .

٣- يثبت ابن فورك من الصفات الخبرية: الوجه (٣) ، واليدين (٤) ، والعين (٥) ، ويمنع من تأويلها، وينفي عنها أن تكون جارحة أو دالة على


(١) مشكل الحديث وبيانه (ص: ٤٣) - ت موسى محمد علي - المكتبة العصرية، بيروت.
(٢) انظر: المصدر السابق (ص: ٦٨، ١٠٠، ١٣٣، ١٤٣، ١٩٣، ١٩٤، ٢٣٠) .
(٣) انظر: المصدر نفسه (ص: ١٧١، ٢٠٤) .
(٤) انظر: المصدر نفسه (ص: ٥٣، ١٥٧، ١٧٩، ١٨٣، ٢٠٦) .
(٥) انظر: المصدر نفسه (ص: ٢٠٦، ١٢٣، ٢٠٣، ٢٠٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>