للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما يلاحظ في منهجه أنه ذكر أولاً الآيات الدالة على الصفات وأوّلها، ثم ذكر الأخبار الصحيحة وأوّلها (١) ، ثم ذكر في القسم الثالث الأحاديث الضعيفة (٢) ، ولم يكتفِ ببيان ضعفها بل أكثر القول في تأويلها، وكأنه في هذا سار على منهج أبي الحسن الطبري، تلميذ الأشعري، وقد سبق الكلام عنه وعن كتابه المشابه لكتاب ابن جماعة، ومن أعجب ما أورده ابن جماعة في كتابه هذا أنه قال عن حديث النار وأن الله يضع عليها قدمه - أو رجله (٣) ، بعد أن رد على ابن خزيمة بشدة: " واعلم أن من العلماء من جزم بضعف هذا الحديث وإن خرجه الإمامان لأنهما ومن روياه عنه غير معصومين" (٤) ، وموطن العدب في هذا الكلام - وكله عجب- أن المعهود عند هؤلاء المؤولة أن يقول الواحد منهم: إن هذه الأحاديث آحاد لا تفيد اليقين فلا يحتج بها في العقائد، أما أن يقول قائل: إن ما اتفق عليه الشيخان وروياه من عدة طرق، حديث ضعيف لأن البخاري ومسلماً من رويا عنهم غير معصومين، فهذا غريب حقاً، خاصة إذا جاء من عالم مهتم بالحديث له مثل كتاب تذكرة السامع والمتكلم، والمنهل الروي (٥) ،

وغيرهما، ويشبه هذا ما ذكره - نقلاً عن غيره - من احتمال التصحيف في حديث " ولا شخص أغير من الله " (٦) ، وغيره (٧) .


(١) إيضاح الدليل (١٦- ب) وما بعدها.
(٢) نفسه (٢٨ -ب) وما بعدها.
(٣) متفق عليه - بلفظ " رجله " و " قدمه " البخاري في مواضع منها التفسير - سورة ق، باب هل من مزيد، ورقمه (٤٨٤٨-٤٨٥٠) ، (الفتح ٨/٥٩٤-٥٩٥) ، وفي التوحيد، ورقمه (٧٣٨٤) (الفتح ١٣/٣٦٩) ، ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها باب النار يدخلها الجبارون ورقمه (٢٨٤٦-٢٨٤٨) .
(٤) إيضاح الدليل (٢٠-أ) .
(٥) كلاهم لبدر الدين ابن جماعة، وقد بين في المنهل الروي (ص: ٣٧) ، أن الأحاديث الضعيفة قد توجد فيما سوى الصحيحين، وانظر أيضاً: (ص: ٣٤) ، عن معلقات البخاري، وهو في كلا الموضعين يرد على كلامه هنا..
(٦) انظر: إيضاح الدليل (٢٨-أ) ، وهو هنا ناقل عن الخطابي أو البيهقي الذي نقل أيضاً عن الخطابي، انظر: الأسماء والصفات للبيهقي (ص:٢٨٧) ، والحديث سبق تخريجه (ص: ٦١٧) .
(٧) انظر مثلاً: إيضاح الدليل (٢٣-ب) حول حديث " ينادي بصوت " حيث ذكر احتمال أنه يفتح الدال، ثم تصحفت.

<<  <  ج: ص:  >  >>