للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السكوني في كتابه هذا مائة وستين مناظرة، وقال في أول الكتاب بعد أن ذكر علم التوحيد وأهميته: " قصدت إلى تعريفه بطريق ترغب في سمعه الآذان ويسهل مدركه على الأذهان، ويحمل على تحصيله من به أراد معرفة حقائق قواعد الإيمان، فألهمني الله سبحانه في ذلك إلى منهج تقرب فائدته، وتُرتجى بفضل الله عائدته وذلك أني رأيت القلوب كالمجبولة على حب سماع ما كان وما جرى في التاريخ في سالف الأزمان، ووجدت معظم قواعد هذا العلم الشريف قد تضمنتها عيون مناظرات وأشكال مناظرات جرت لأوّلي العلم في العالمين والأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم وسلامه أجمعين، إلى الخلفاء الراشدين، وصدور العلماء من المتقدمين والمتأخرين فرتبتها في هذا المجموع" (١) ، وقد ضمن كتابه هذا كثيراً من آراء الأشاعرة كدليل حدوث الأجسام (٢) ، وكلام الله (٣) ، ونفى العلو (٤) ، والرؤية بلا مقابلة (٥) ، وتكليف مالا يطاق (٦) ، والكسب (٧) ، وغيرها.

ب - أما كتابه لحن العوام فقد قصد منه أن يبين كثيراً من الألفاظ والعبارات التي تدور على ألسنة العوام مما له علاقة بالله وأسمائه وصفاته، وقد ذكر في المقدمة أنه لا يجوز إطلاق الأسماء لله إلا بما ورد به الشرع، ونقل عن الأشعري والباقلاني ما يؤيد ذلك، ثم سرد مجموعة كبيرة من العبارات والألفاظ التي ترد على ألسنة العامة وغيرهم، وبين ما فيها من مخالفة لما يجب لله تعالى، والكتاب بديع في أسلوبه وطريقته لولا أنه حشى تعليلاته بما يوافق مذهب الأشاعرة، مثل نفي العلو، وتأويل الاستواء والنزول (٨) ، وغيرها.


(١) عيون المناظرات (ص: ١٤) .
(٢) انظر: المصدر السابق (ص: ٢٦-٢٣٢-٢٣٣) .
(٣) انظر: المصدر نفسه (ص:٤١) .
(٤) انظر: المصدر نفسه (ص: ٤٨، ٢٣٠-٢٣١) .
(٥) انظر: المصدر نفسه (ص: ٥٨، ٢٦٦-٢٦٧) .
(٦) انظر: المصدر نفسه (٦٠) .
(٧) انظر: المصدر نفسه (ص: ٦١) .
(٨) انظر: لحن العوام (ص: ١٤٢-١٦٤-١٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>