للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

درء التعارض: " وبذلك يتبين أن الرسول عليه الصلاة والسلام نص على كل ما يعصم من المهالك نصاً قاطعاً للعذر، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} (التوبة:١١٥) ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِيْنَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكَمْ نِعْمَتي وَرضَيْتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيْنَاً] ، وقال تعالى {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (النساء:١٦٥) ، وقال تعالى: {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} (النور:٥٤) ، وقال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الاسراء:٩) ، وقال تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً*وَإِذاً لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْراً عَظِيماً*وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً} (النساء:٦٦-٦٨) ، وقال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ} (المائدة:١٥-١٦) ، وقال أبو ذر: " لقد توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً " (١) ، وفي صحيح مسلم: إن بعض المشركين قالوا لسلمان: " لقد علمكم نبيكم كل شيء حتى القراءة " (٢) ،

وقال صلى الله عليه وسلم: [تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ... (٣) ] (٤) .

فهذه النصوص - وغيرها كثير - تدل دلالة قاطعة على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ هذا الدين كاملاً، وأن تبليغه كان بأوضح بيان وأقوم حجة.

ب - أن القرآن جاء بالدلائل الواضحة لمسائل العقيدة، ومن ذلك أنه جاء بالأدلة العقلية الواضحة، لا كما يزعم المعتزلة والأشاعرة أن دلالة السمع مجرد الخبر، فقط، وأن قبوله موقوف على تصديق المخبر، وتصديق المخبر - عندهم - موقوف على الأصول العقلية التي تنتهي بهم إلى نفي الصفات عن الله


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده (٥/١٥٣-١٦٢) ، والطبراني في الكبير، رقم (١٦٤٧) ، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (١٨٠٣) ، وهو مروي عن أبي الدرداء -رضي الله عنه - رواه أيو يعلى الموصلي في مسنده رقم (٥١٠٩-٩/٤٦) ، ت حسين سليم أسد، وقال المحقق اسناده صحيح.
(٢) رواه مسلم، كتاب الطهارة، باب الاستطابة، ورقمه (٢٦٢) ..
(٣) سبق تخريجه قريباً.
(٤) درء التعارض (١/٧٣-٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>