للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى آل هذا المآل، فالسعيد من لزم السنة " (١) ، ويقول عن ابن كلاب وإثباته العلو وقوله عن النفاة: " إذا قالوا ليس هو فوق وليس هو تحت فقد أعدموه، لأن ما كان لا تحت ولا فوق فعدم قال شيخ الإسلام معلقاً: " وهذا كله يناقض قول هؤلاء الموافقين للمعتزلة والفلاسفة من متأخري الأشعرية ومن وافقهم من الحنبلية والمالكية والحنفية والشافعية وغيرهم من طوائف الفقهاء الذين يقولون: ليس هو تحت وليس هو فوق " (٢) ،

وأحياناً يعرض للمصادر المختلفة للعلم الواحد من أعلامهم، يقول عن الرازي: " أبو عبد الله الرازي غالب مادته في كلام المعتزلة ما يجده في كتب أبي الحسن البصري وصاحبه محمود الخوارزمي، وشيخه عبد الجبار الهمذاني ونحوهم، وفي كلام الفلاسفة: ما يجده في كتب ابن سينا وأبي البركات ونحوهما، وفي مذهب الأشعري: يعتمد على كتب أبي المعالي كالشامل ونحوه، وبعض كتب القاضي أبي بكر وأمثاله، وهو ينقل أيضاً من كلام الشهرستاني وأمثاله " (٣) ، وفي موضع آخر يذكر أن مادته الكلامية من كلام أبي المعالي والشهرستاني، وفي الفلسفة مادته من كلام ابن سينا والشهرستاني أيضاً (٤) ، ويذكر أيضاً أن فيه تجهماً قوياً وميلاً للدهرية والفلاسفة (٥) .

ب - إرجاع أقوالهم تفصيلاً إلى طائفة من الطوائف المنحرفة ومنها:

١- الجهمية:

يقوم مذهب الجهمية على عدة أصول منحرفة أبرزها: نفي الأسماء والصفات، والجبر، والإرجاء (٦) ، وتأثر الأشاعرة بهم جاء في هذه الأمور،


(١) السبعينية (ص: ١٠٨) .
(٢) درء التعارض (٦/١٢٢) ، وانظر: شرح الأصفهانية (ص: ٧٨) ..
(٣) درء التعارض (٢/١٥٩) .
(٤) انظر: السبعينية (ص: ١٠٧) .
(٥) انظر: نقض التأسيس المطبوع (١/١٢٢) .
(٦) انظر في أقوال ومذهب الجهمية: مقالات الإسلاميين (ص: ٢٧٩) - ريتر، والتنبيه للملطي (ص:٩٦) ، والفرق بين الفرق (ص: ٢١١) ، والملل والنحل للبغدادي (ص: ١٤٥) ، وللشهرستاني (١/٨٦) ، والتبصير بالدين للأسفراييني (ص: ٩٦) ، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي (ص: ٦٨) ، النشار، والبرهان للسكسكي (ص: ١٧) ، والمنية والأمل (ص: ١٠٧) ، ت جواد مشكور، والفرق الإسلامية، ذيل شرح المواقف للكرماني (ص: ٨٩) ، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>