للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى رأسهم عماد الدين زنكي، وابنه نور الدين محمود، ثم جاء صلاح الدين الأيوبي وأولاده (١) ليوجهوا إلى الافرنج ضربات موجعة ويسترجعوا بيت المقدس بعد أن بقى في يد النصارى قرابة تسعين عاما. والذي يعنينا هنا- ونحن نعرض لعصر ابن تيمية ما يلي:-

أ- واصل المماليك- الذين حكموا الشام ومصر بعد الأيوبيين- جهادهم ضد النصارى، فالظاهر بيبرس وجه إليهم حملات متتابعة، واستطاع أن يسترجع كثيرا من المدن التي احتلوها، ومنها أنطاكية - تلك المدينة المهمة بالنسبة للأفرنج وكان ذلك سنة ٦٦٦ هـ (٢) . ثم بعد ذلك جاء المنصور قلاوون - الذي عقد سنة ٦٨٠ هـ مع النصارى صلحا ليقطع تحالفهم مع المغول الذين كانت قوتهم وخطرهم شديدا (٣) -، ولكنه لم يمض على هذا الصلح أربع سنوات حتى نقض النصارى الصلح باعتدائهم على قافلة من تجار المسلمين، وهنا هاجم المنصور قلاوون الصليبيين فاستولى سنة ٦٨٤ هـ على حصن المرقب الذي كان " في غاية العلو والحصانة، ولم يطمع أحد من الملوك الماضين في فتحه " (٤) ثم استولى على مدينة طرابلس سنة ٦٨٨ هـ (٥) . وأخيرا جاء عهد ابنه الأشرف خليل الذي تولى تصفية الوجود الصليبى في بلاد الشام، والذى استهل عهده بفتح عكا سنة ٦٩٠ هـ والتي شارك في فتحها كثير من العلماء


(١) انظر في الجهود العظيمة التي قام بها هؤلاء في كتب التاريخ وبالأخص: التاريخ الباهر لابن الأثير، والكواكب الدرية في السيرة النورية، لابن قاضي شهبة، والروضتين لأبي شامة، والنوادر السلطانية (سيرة صلاح الدين) لابن شداد.
(٢) الروض الزاهر (ص: ٣٠٧) ، والمخصر لأبي الفداء (٤/٤) ، والسلوك للمقريزى (١/٥٦٧) ، والبداية والنهاية (١٣/ ٢٥١) ، وانظر الظاهر بيبرس- عاشور- (ص: ٥٩-٧٤) .
(٣) انظر: السلوك (١/٦٨٥) ، وتاريخ ابن الفرات- حوادث سنة ٦٨٠ هـ، عن مقدمة تحقيق كتاب تشريف الأيام والعصور في سيرة الملك المنصور (ص: ٨٢) ، وانظر دولة بني قلاوون في مصر (ص: ٢٣٢) ، وانظر مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك عاشور (ص: ٩٦ ١) .
(٤) المختصر لأبي الفداء (٤/ ١ ٢) ، وانظر تشريف الأيام (ص: ٧٧-٨٦) ، والنجوم الزاهرة (٧/٣١٤) .
(٥) انظر: السلوك (١/٧٤٧) ، والبداية والنهاية (١٣/٣١٣) ، والنجوم الزاهرة (٧/ ٣٢٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>