للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"والمقصود هنا أن هؤلاء الملاحدة يحتجون على النفاة بما وافقوهم عليه من نفي الصفات، والإعراض عن دلالة الآيات، كما ذكر ذلك ابن سينا في "الرسالة الأضحوية" التي صنفها في المعاد لبعض الرؤساء الذين طلب تقربه إليه ليعطوه مطلوبه منهم من الجاه والمال" (١) . ثم نقل شيخ الإسلام نصاً مطولاً من هذه الرسالة الأضحوية (٢) .

وهؤلاء المتكلمون بمنهجهم الباطل كانوا سبباً في استطالة عدد كبير من طوائف الملاحدة، ومن أبرزها:

- طائفة الفلاسفة.

- طائفة الباطنية من القرامطة والإسماعيلية وغيرهم.

- وغلاة الصوفية الذين وصل بهم الأمر إلى وحدة الوجود وتعطيل الشرائع، وشيخ الإسلام وهو في موضع الرد على أولئك المتكلمين لا يجعل ذلك مبرراً للسكوت عن أقوال هؤلاء الملاحدة، بل يفضحهم ويرد عليهم، ويبين أن هؤلاء المتكلمين أفضل منهم بدرجات، ولذلك يقول بعدما نقل أقوال ابن سينا في الأضحوية التي استطال بها على المتكلمين.

"والكلام على هذا من فنين:

أحدهما: بيان لزوم ما ألزم لنفاة الصفات، الذين سموا نفيها توحيداً من الجهمية والمعتزلة ونحوهم.

والثاني: بيان بطلان كلامه، وكلامهم الذي وافقوهم عليه" (٣) .

ثم شرح شيخ الإسلام هذين الأمرين شرحاً وافياً، بين فيه كيف استطال ابن سينا على المتكلمين، كما رد على ابن سينا وأغلظ عليه بما يستحقه (٤) .


(١) انظر: درء التعارض (٥/١٠) .
(٢) انظر: المصدر السابق (٥/١٠-١٨) .
(٣) انظر: المصدر نفسه (٥/١٨-١٩) .
(٤) انظر: المصدر السابق (٥/١٩) إلى نهاية هذا الوجه (ص: ٢٠٣) ، وانظر: تعليقات شيخ الإسلام على أقوال ابن سينا في (٥/٦٣-٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>