للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قد يقولون: إن تماثل الجواهر والأجسام من أقوال المسلمين، ونفي ذلك من أقوال الملحدين.

وكذلك قد يقولون: إن تناهي الحوادث من أقوال المسلمين، والقول بعدم تناهيها من أقوال الدهرية الملحدين. ولهذا نظائر (١) .

وأهم المسائل المتعلقة بتوحيد الربوبية هي:

أ- دليل حدوث الأجسام على لإثبات وجود الله.

ب- مسألة التسلسل والرد الصحيح على الفلاسفة الدهرية.

ب- الأدلة الأخرى على إثبات الصانع التي ذكرها الأشاعرة.

د- لألبات وحدانية الله.

أ- دليل حدوث الأجسام:

سبقت الاشارة إلى هذا الدليل في انمهج العام في الرد على الأشاعرة، عند بيان عدم تعارض العقل والنقل، حيث جعل الأشاعرة دليل حدوث الأجسام من الأصول العقلية التي عارضت مدلول السمع، فوجب تقديمها عليه.

وهذا الدليل هو المسلك المشهور للمعتزلة، وأخذه عنهم جمهور الأشاعرة (٢) ، والماتريدية، وخاصة الباقلاني، والجويني، والباجي، وأبا بكر ابن العربي، والآمدي، والماتريدي والصابوني. وهي الغالبة على كتب الأشاعرة قديما وحديثا، وإن كان بعض أعلامهم- كالرازي- يذكرها ويذكر غيرها، وربما ضعف هذا الدليل ونقده.

وخلاصة الدليل أن هؤلاء قالوا: لا يعرف صدق الرسول حتى يعرف إثبات الصانع، ولا يعرف إثبات الصانع حتى يعرف حدوث العالم، ولا يعلم حدوث العالم إلا بما به يعلم حدوث الأجسام، ثم استدلوا على حدوث الأجسام


(١) انظر: درء التعارض (٨/٩٣-٩٤) .
(٢) انظر: نقض التأسيس- مطبوع- (١/٢٥٧-٢٥٨) ، ودرء التعارض (٩/١٣٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>