للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العبارة عن تسع، اثنان، وثلاث، ورباع. وأنكر البصريون من النحاة ورود الواو بمعنى أو.

وترد الواو أيضًا بمعنى الحال كقوله تعالى: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم)، فأعرب الطائفة الثانية بالواو، ولم يعطها على إعراب الطائفة الأولى، التي [إعرابها] بالنصب (...) هنا بالواو، ومعنى [الآية] كأنه يقول: إذ طائفة مثلا [قد أهمتهم]، أي أنزل عليكم الأمنة في حال هذه الطائفة [أهمتهم أنفسهم].

وترد أيضا بمعنى ["مع" كما تقول] استوى بالماء والخشبة] (ص ٦٢).

وترد بمعنى الباء كقولك: مازال زيد وعمرو حتى أعطاه، ومعناه زيد بعمرو.

وترد أيضا بمعنى الجواب كقول الله تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) فالواو في قوله: (ويعلم الصابرين) ليست على جهة العطف الذي قدمناه في أول الأقسام، وإنما هي بمعنى الجواب.

وترد أيضًا بمعنى القسم، قال الله تعالى: (والله ربنا ما كنا مشركين). وترد إلى الاستئناف أيضا كقوله تعالى: (فلما أسلما وتله للجبين * وناديناه) فالمراد: فلما أسلما وتله للجبين ناديناه، وكقوله: (ولقد أتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين) فالمراد: ضياء وذكرا.

وأما الاستدلال على كون العاطفة مرتبة أو جامعة، فإن الشافعية تستند إلى قول إمامهم لكونه عندهم من أئمة اللغة، وتستدل بقوله عليه السلام، في الصفا والمروة: "نبدأ بما بدأ الله به"، فأشار إلى وجوب الترتيب، وأن المبدأ مقدم على عطف عليه بحرف الواو.

فأما تعويلهم على إمامهم فلا حجة لهم به لأنه صاحب مذهب، يبني آراءه على ما

<<  <   >  >>