للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(٤٥) - يبينُ اللهُ تعالى الأدلةَ على وجُودِه، وعلى قُدْرَتِهِ التَّامَّةِ على خَلْقِ الأشياءِ المُتضَادَّةِ فقالَ: أَلا تَرى يا أيُّها الرسُولُ كيفَ جعَلَ ربُّكَ لِكلِّ شيءٍ مُظِلٍّ مُنْذُ طُلوعِ الشَّمسِ حتَّى مَغيبها، فاستَخْدَمَهُ الإِنسانُ للوقايَة من لَفْحِ الشّمسِ وَحرِّهَا، ولو شَاءَ اللهُ لجعلَهُ ثابِتاً على حَالٍ واحدةٍ، ولكنُّهُ جعلَهُ مُتَغَيِّراً في ساعاتِ النهارِ المخْتَلِفَةِ، لذلك اتُّخِذَ دليلاً على قياس الزَّمان. ثمَّ جَعَلَ طلوعَ الشَّمسِ دلِيلاً على ظُهورِ الظِّلِّ ومُشَاهَدَتِهِ بِالحِسِّ والمُعَايَنَةِ، فَلولا الشَّمسُ لما عُرِفَ الظِّلُّ.

(وقالَ ابنُ عباسٍ ومُجَاهِدٌ: الظِّلُّ ما بينَ طلوعِ الفجرِ إلى طُلوعِ الشَّمسِ) وهَذا هُو الشَّفَقُ.

<<  <   >  >>