للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يَا أَيُّهَا} {آمَنُواْ} {شَعَآئِرَ} {القلائد} {آمِّينَ} {وَرِضْوَاناً} {شَنَآنُ} {العدوان}

(٢) - يَا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْتَبِيحْوا حُرْمَةَ شَعَائِرِ اللهِ بِأنْ تَجْعَلُوا شَعَائِرَ دِينِ اللهِ حَلاَلاً لَكُمْ تَتَصَرَّفُونَ فِيهَا كَيْفَ تَشَاؤُونَ، بَلِ اعْمَلُوا بِمَا بَيَّنَهُ لَكُمْ رَبُّكُمْ، وَلاَ تَتَهَاوَنُوا بِحُرْمَتِها، وَلاَ تَحُولُوا بَيْنَهَا وَبَيْنَ المُتَنَسِّكِينَ بَهَا، فَتَصُدُّوا النَّاسَ عِنِ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ.

ولا تُحِلُّوا القِتَالَ فِي الأشْهُرِ الحُرُمِ. (وَهِيَ ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ وَرَجَبٌ) ، وَلاَ تَمْنَعُوا الهَدْيَ (وَهُوَ مضا يُهْدَى إلى الحَرَمِ مِنَ الأنْعَامِ ليُذْبَحَ فِيهِ تَقَرُّباً إلى اللهِ) وَذَلِكَ بِأخْذِهِ غَصْباً وَسَرِقَةً.

وَلاَ تُحِلُّوا أخْذَ المُقَلِّدِ مِنَ الهَدْي (وَكَانُوا يُقَلِّدُونَ الأنْعَامَ التي تُوَجَّهُ إلَى البَيْتِ هَدْياً بِوَضْعِ قِلاَدَةٍ فِي أعْنَاقِهَا لِكَيْلا يَتَعَرَّضَ لَهَا أحَدٌ بِسُوءٍ) .

وَلاَ تُحِلُّوا قِتَالَ قَاصِدي البَيْتِ الحَرَامِ لِزِيارتِهِ فَتَصُدُّوهُمْ عَنْ ذَلِكَ بِأيِّ وَجْهٍ كَانَ.

وَلاَ تُصُدُّوا مَنْ قَصَدَ البَيْتَ الحَرَامَ لِلتِّجَارَةِ أوْ لِلنُّسْكِ وَالرَّغْبَةِ بِالفَوْزِ بِرِضْوَانِ اللهِ (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً) .

وَإذَا فَرَغْتُمْ مِنْ إحْرَامِكُمْ بِالحَجِّ وَالعُمْرَةِ، أَوْ خَرَجْتُمْ مِنْ أَرْضِ الحَرَمِ فَاصْطَادُوا إذَا شِئْتُمْ. وَلاَ يَحْمِلَنَّكُمْ بُغْضَ قَوْمٍ وَعَدَاوَتُهُمْ، (وَهُمُ الذِينَ صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ) عَلَى أَنْ تَعْتَدُوا، وَتَتَجَاوَزُوا أَمْرَ اللهِ فِيهِمْ، فَتَقْتَصُّوا مِنْهُمْ ظُلْماً وَعُدْواناً، بَلْ احْكُمُوا بِمَا أَمَرَكُمْ بِهِ اللهُ مِنَ العَدْلِ فِي حَقِّ كُلِّ وَاحِدٍ.

وَرُويَ أنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي الحُدَيْبِيةِ مَعَ أصْحَابِهِ، وَقَدِ اشْتَدَّ عَلَى المُسْلِمِينَ صَدُّ المُشْرِكِينَ لَهُمْ عَنْ بُلوغِ البَيْتِ، فَمَرَّ بِهِمْ أنَاسٌ مِنَ المُشْرِكِينَ مِنْ أهْلِ المَشْرِقِ، يُرِيدُونَ العُمْرَةَ، فَقَالَ المُسْلِمُونَ نَصُدُّ هؤُلاءِ كَمَا صَدَّنَا أصْحَابُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى هَذِهِ الآيَةَ. وَفِيهَا يَأمُرُ اللهُ تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤمِنِينَ بِالتَّقْوَى، وَبِالتَّعَاوُنش عَلَى فِعْلِ الخَيْرَاتِ (وَهُوَ البِرُّ) ، وَعَلَى تَرْكِ المَعَاصِي والمُنْكَراتِ (وَهُوَ التَّقْوَى) ، وَيَنْهَاهُمْ عَنِ التَّنَاصُرِ عَلَى البَاطِلِ، وَالتَّعَاوُنِ عَلَى المَآثِمِ وَالمَحَارِمِ، وَيُحَذِّرُ اللهُ المُؤْمِنِينَ مِنْ بَطْشِهِ وَعِقَابِهِ، لأنَّهُ تَعَالَى شَدِيدُ العِقَابِ لِمَنْ عَصَاهُ وَتَعَدَّى حُدُودَهُ.

شَعَائِرَ اللهِ - جَمْعُ شَعِيرَةٍ، مَا شَرَعَ اللهُ وَأمَرَ بِهِ.

الهَدْيَ - مَا يُهدَى مِنَ الأنْعَامِ لِلحَرَمِ لِيُذْبَحَ عِنْدَهُ تَقَرُّباً للهِ.

القَلائِدَ - مَا قُلِّدَ مِنَ الأَنْعَامِ التِي تُوَجَّهُ إلَى الحَرَمِ هَدْياً بِطَوْقِ ليُعْرَفَ أنَّهُ مُوَجَّهٌ إلى الكَعْبَةِ فَلاَ يَتَعَرَّضُ لَهُ أحَدٌ بِسُوءٍ.

الشَّنآنُ - البُغْضُ وَالكَرَاهِيَةُ.

صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ - مَنَعُوكُمْ عَنِ الوُصُولِ إليهِ.

لاَ تُحِلُّوا - لاَ تَنْتَهِكُوا حُرْمَتَهُ.

لاَ يَجْرِمُنَّكُمْ - لاَ يَحْمِلَنَّكُمْ.

<<  <   >  >>