للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن مسكن الشاعر بعيد عن المدينة، وذكر الشوق والمحبة على البعد أقوى من ذكره على القرب، وكأنه يريد القول: ذكرتك يا رسول الله ولم أنسك وأنا بعيد عنك، والدليل على بعد هذين الجبلين، أن الشاعر يصف رحلة طويلة شاقة، قطعها على المطايا القوية فيقول:

وهنّ بنا خوص طلائح تغتلي ... بركبانها في لا حب متمدد

على كل فتلاء الذراعين جسرة ... تمرّ بنا مرّ الهجفّ الخفيدد

[قوله: الخفيدد: أي السريع، والظليم:

الخفيف. وقوله: الهجفّ: الطويل الضخم] .

وأبيات المدح أوردتها كتب السيرة، وفي ترجمة مالك بن نمط في «الإصابة» لابن حجر، و «الاستيعاب» لابن عبد البرّ، وكون «رحرحان» الواردة في الأبيات بعيدة عن منازل المدينة، لا يمنع أن يتعدد الاسم ويكون في أنحاء المدينة جبل اسمه «رحرحان» ، وقد ذكره السمهودي في تحديد حمى «الربذة» ، وهو قريب مما ذكره البلاديّ. والله أعلم.

[صلصل:]

بالضم ثم السكون والتكرير: قال البكري: جبل عند ذي الحليفة. وفي الحديث أن هيتا وماتعا [مخنثان كانا على عهد رسول الله] لما قالا لعبد الله بن أمية:

إن فتح الله عليكم الطائف فعليك ببادية بنت غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، إذا تكلمت تغنت، وإذا مشت تثنّت، وإذا قعدت تبنت، [وصفا المرأة بالبدانة] رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنه لا يصف هذه الصفة إلا من كان من ذوي الإربة، فنفاهما إلى «صلصل» . وفي البخاري نفاه (أي: هيت) إلى الحمى، ولعله يريد حمى النقيع. وعند ياقوت: صلصل: بنواحي المدينة على سبعة أميال منها، نزل بها رسول الله يوم خرج من المدينة إلى مكة عام الفتح.

قال البلادي: صلصل: هو الحزم الذي تطؤه بعد ذي الحليفة على طريق بدر [مكة] ، قبل مفرحات (ذات الجيش) ، ويسمى أيضا: «صمد الظمأ» .

[صمد:]

بفتح الأول وسكون الثاني. قال عليه السلام لقوم من بني عبس «اتقوا الله حيث كنتم فلن يلتكم من أعمالكم شيئا ولو كنتم بصّمد وجازان» . ضرب المكانين مثلا لبعد المسلم عن أرض الهجرة بجوار رسول الله.

أما جازان فقد مضت، وأما «صمد» فأظنها تحريفا، للمعجمة الصاد، «ضمد» : وهي بلدة بجوار مدينة جيزان أو جازان في جنوب السعودية، وتسمى (حرجة ضمد) .

صّمّان:

بالفتح ثم التشديد وآخره نون:

<<  <   >  >>