النسبة إليها فالقياس فيه «مدني» ، بحذف ياء المدينة لأنها على وزن فعيلة، وينسبون إلى غيرها «مديني» للفرق بينهما: وميز العلماء، فقال بعضهم: المديني: هو الذي أقام بالمدينة ولم يفارقها. و «المدني» : الذي تحول عنها، وكان منها.
وقال بعضهم: النسبة للإنسان «مدني» ، فأما العير ونحوه فلا يقال إلا مديني.
المدينة (أسماؤها) «١»
* حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني عبد العزيز بن عمران، عن أبي يسار، عن زيد بن أسلم، قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم:
للمدينة عشرة أسماء، هي: المدينة، وطيبة، وطابة، ومسكينة، وجبار، ومحبورة، ويندد، ويثرب.
* قال وأخبرني عبد العزيز عن ابن موسى، عن سلمة مولى منبوذ، عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال:
سمّى الله المدينة: الدار والإيمان.
قال: فجاء في الحديث الأول ثمانية أسماء، وجاء في هذا اسمان؛ فالله أعلم أهما تمام العشرة الأسماء التي في الحديث الأول أم لا.
* قال ابن يحيى: لم أزل أسمع أن للمدينة عشرة أسماء في التوراة كما يقال، والله أعلم. قال: هي: المدينة، وطيبة، وطابة، والطّيّبة، والمسكينة، والعذراء، والجابرة، والمجبورة، والمحبّبة، والمحبوبة.
* حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثني عبد العزيز بن محمد الداروردي، عن أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن كعب الأحبار، قال: نجد في كتاب الله الذي أنزل على موسى: أن الله قال للمدينة: يا طيبة يا طابة، يا مسكينة، لا تقبلي الكنوز، أرفع أجاجيرك على أجاجير القرى.
و «الأجاجير» : السطوح.
* حدثنا أبو عاصم، عن جويرية بن أسماء، عن بديح، عن عبد الله بن جعفر، قال: سمى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة طيبة.
* حدثنا ابن أبي شيبة، قال: حدثنا زيد بن الحباب، عن موسى بن عبيدة، قال: حدثني عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: لما أقبلنا من غزوة تبوك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هذه طيبة، أسكننيها ربي، تنفي خبث أهلها كما ينفي الكير خبث الحديد، فمن لقي منكم من النفاخين، فلا يكلّمنّه ولا يجالسنّه.
* حدثنا ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا عمرو بن يحيى، عن العباس بن سهل بن سعد، عن أبي حميد الساعدي، قال:
(١) عن تاريخ المدينة لابن شبّة.