من أسماء المدينة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم. وفي الحديث أنه صلّى الله عليه وسلّم أمر أن تسمّى المدينة، طيبة وطابة، وهما من «الطيّب» بالتشديد، لأن المدينة كان اسمها يثرب، والثرب: الفساد، فنهى أن تسمى به وسماها طابة وطيبة، وهما تأنيث «طيب» و «طاب» بمعنى الطيب.
وقيل: هو من الطيب الطاهر، لخلوصها من الشرك وتطهيرها فيه.
أقول: والمدينة، مدينة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، طابة طيّبة وطابة طاهرة، ولا يعرف حقيقة هذين الوصفين إلا من ذاق طعم العيش فيها ونعم بخيراتها: هي مدينة تجبى إليها خيرات الدنيا، وتجود أرضها بأطيب الثمار وأجودها، لا تضاهي فاكهتها فاكهة، وليس لمذاق خضرتها من مثيل، وهي طيبة طاهرة، لأنها تحنو على من أحبها وسكن فيها، وتمنحه بركات الجوار الأعلى والأسمى في الأرض، وها أنذا أعيش فيها منذ سنة ١٣٨٩ هـ- ١٩٦٩ م حتى يومي هذا في شهر ربيع الطيب الأكرم ١٤٠٩ هـ، وقد منّ الله عليّ بالخير، وفتحت لي أبواب الرحمة، وألهمني الله فيها فعل الحسنات، ودلني على طرائق العلم، لأنني أجد في رحابها بركة الزمن، فأعمل لكسب رزقي معلما وأشتغل بخدمة العلم باحثا، فأجد في يومي ثمرة لم أكن أجدها في أيّ يوم أقضيه في أي صقع غيرها، وكنت أجمع بين العمل في المدرسة والكتابة إلى الصحف والمجلات، والبحث والتأليف، ولا أجد مشقة في الجمع بينها، وما كنت أفكر في المسألة إلا تنهال عليّ المعاني من كل جانب، وما استعصت قضية إلا فتح الله عليّ، فأجدها في أقرب الموارد.. أدعو الله أن يختم لي في روضتها بخاتمة الخير، وأن يرزقني العمل بسنة من كان السبب في طيبها، محمد صلّى الله عليه وسلّم.
[طاسا:]
من أودية الأشعر في بلاد جهينة من جهات ينبع، يزعم أهله أن رسول الله دعا