للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رجل من الأنصار، وكان عاملا لمروان على بعض مساعي اليمن، وكان الأنصاري عدا على رجل فأخذ منه بقرة ليست عليه «١» ، فتبع ذباب الأنصاريّ حتى قدم المدينة، ثم جلس له في المسجد حتى قتله، فقال له مروان: ما حملك على قتله؟ قال: ظلمني بقرة لي، وكنت امرأ خباث النفس فقتلته.

فقتله مروان، وصلبه على ذباب.

* قال أبو غسان، وأخبرني بعض مشيختنا، أنّ السلاطين كانوا يصلبون على ذباب، فقال هشام بن عروة لزياد بن عبيد الله الحارثي «٢» : يا عجبا، أتصلبون على مضرب قبّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فكفّ عن ذلك زياد، وكفّت الولاة بعده عنه.

* حدثنا أبو غسان، عن ابن أبي يحيى، عمّن سمع معاوية ابن عبد الله بن خبيب يحدّث، عن جابر بن أسامة «٣» ، قال:

خطّ النبي صلّى الله عليه وسلّم مسجد جهينة لبليّ «٤» .

حدثنا الحزامي، قال: حدثني عبد الله بن موسى التّيميّ، عن أسامة بن زيد، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب، عن جابر بن أسامة الجهني، قال: لقيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أصحابه بالسوق فقلت:

أين تريدون ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالوا: يخطّ لقومك مسجدا. فرجعت، فإذا قومي قيام، وإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد خطّ لهم مسجدا، وغرز في القبلة خشبة أقامها فيها.

* حدثنا أبو غسان، عن ابن أبي يحيى، عن سعيد بن معاوية بن نعمة، عن أبيه معاذ بن عبد الله بن أبي مريم الجهني: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم صلّى في مسجد جهينة.

* وحدّثنا عن ابن أبي يحيى، عن سعد بن إسحاق بن كعب: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم صلّى في مسجد بني ساعدة، الخارج من بيوت المدينة، وفي مسجد بني بياضة، ومسجد بني الحبلى، ومسجد بني عضيّة، ومسجد بني خدارة «٥» .


(١) والمقصود أنها لم تكن واجبة عليه في زكاة أو خراج.
(٢) أحد ولاة المدينة في العصر العباسي.
(٣) وهو جابر بن أسامة يكنى أبا سعاد، نزل مصر ومات بها، ويعد في الحجازيين، روى عنه معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني المدني.
(٤) هم بنو بلى بن عمرو بن الحاف بن قناعة أحد بطون جهينة (جمهرة أنساب العرب لابن حزم ص ٤٤٢) .
(٥) مسجد بني خدارة: ينسب لبني خدارة إخوة بني خدرة، من الخزرج (خلاصة وفاء الوفا ٢٨٢) .

<<  <   >  >>