٣- ومن دواعي تأليف هذا المعجم: أنني وجدت حاجة الباحث في الحديث الشريف ماسّة إلى معرفة شيء عن أعلام الحديث والسيرة، حيث وجدت موزّعة في كتب الشروح ومعاجم المعالم الجغرافية.. ثم إنني وجدت الباحثين في عصرنا، إذا عرّفوا بمعلم من معالم السيرة النبوية، رجعوا إلى الكتب القديمة، ونقلوا منها ما أثبتته، دون أن يراعوا التغيرات الجغرافية الحديثة التي طرأت على الأقاليم التي شهدت أحداث السيرة النبوية.
من ذلك التغيرات التي حدثت في جنوب الجزيرة العربية وفي شرقها، ففي الاصطلاح القديم كان جنوب المملكة العربية السعودية، يدخل في مسمّى اليمن، وأصبح من المحتم علينا اليوم أن نعرّف المعلم منسوبا إلى المسمى السياسي الجديد حتى لا يضل القارىء. وكان شرق المملكة السعودية (الدمام والقطيف والأحساء) يدخل في مسمى «البحرين» ونسبة القطيف اليوم إلى البحرين تضليل للقارىء. وفي بلاد الشام كان هناك جند الأردن، وجند فلسطين، وكان جند الأردن يشمل عددا من مدن وقرى فلسطين مثل (عكا وطبرية) وجند فلسطين يشمل عددا من مدن وقرى شرقي الأردن حسب المسمى الجديد، ولذلك تجد الباحثين يخلطون في نسبة القرى إلى كلا القطرين، فاقتضى الأمر أن تنسب كل قرية أو معلم إلى الإقليم حسب مسماه الجديد.
كما أن المصادر القديمة، تقيس المسافات، بالفراسخ، والأميال «مسافة معروفة قديما وليست الميل الجديد» كما تقيسها بالليالي والأيام، وهذا المقياس أصبح غير مفهوم لدينا، فاقتضى الأمر أن تحدد المسافات بالمقاييس الجديدة (الأكيال) .. كما أن هناك معالم قد اندثرت مع مرور السنين، وبقيت معالم ثابتة يعيش فيها الناس، فاقتضى التصنيف الجديد أن ينوه بهذا الأمر.
٤- وكان عملي في هذا المعجم، مقصورا على ضبط الاسم، وتحديد مكانه بالقياس إلى أحد المراكز الكبرى الثابتة، وتحديد المسافات بالأكيال إذا توفّر لي هذا التحديد، وذكر مسماه الجديد، إن حصل للاسم تغيير، وهل هو موجود أم مندثر؟
٥- وقد رجعت إلى أكثر كتب الحديث المطبوعة، وكتب السيرة النبوية، وعرّفت بكل معلم ورد ذكره في كتب الحديث والسيرة، سواء أكان متصلا بحياة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم،