رضي الله عنه، قال؟؟؟ اسميت «ثنية الوداع» ، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أقبل من خيبر ومعه المسلمون قد نكحوا؟؟؟ نكاح المتعة، فلما كان بالمدينة قا؟؟؟ دعوا ما في أيديكم من نساء المتعة. فأرسلوهنّ، فسميت «ثنية الوداع» .
وإليك هذا التحقيق الدقيق في «ثنية الوداع» لعله يكون فصل الخطاب في الموضوع.
قد تتعدد ثنايا (ثنيات) الوداع في كل بلدة إذا وجدت العقبات في طرق المسافرين لأن اتجاهات المسافرين متعددة.
ولنأخذ مثلا، مدينة الرسول عليه السلام: فإن المسافر إلى الشام، أو الشمال- خيبر، ثم تيماء ثم تبوك.. «إذا كان المسافر يسكن في حدود المدينة القديمة» فإنه يسلك طريق (سلطانة) أبي بكر الصديق. ومن أراد مكة، سلك طريق الهجرة التي تبدأ من قباء، وقبل افتتاح طريق الهجرة، كنا نسلك طريق العنبريّة، فعروة، فابار علي (ذي الحليفة) ومن قصد ديار نجد اتجه إلى طريق المطار.. وكذلك الداخل إلى المدينة فإنه يقصدها من هذه الطرق، ولا يعقل أن يخرج المتجه إلى نجد، من طريق سلطانة أو يأتي إليها وهو قادم، إلا إذا وجد مانع، كسيل أو عدوّ، وبذلك تسقط الرواية التي تذكر، أنه كان في الجاهلية «لا يدخل المدينة أحد إلا عن طريق واحدة، من ثنية الوداع، فإن لم يعشّر بها، مات قبل أن يخرج منها، فإذا وقف على الثنية قيل: «قد ودّع» فسميت ثنية الوداع.
(ابن شبة في تاريخ المدينة ١/ ٢٦٩) ..
والتعشير: أن ينهق القادم عشرة أصوات في طلق واحد. وهم يذكرون هذه القصة في سياق الأخبار التي تذكر استيطان الوباء بالمدينة قبل الإسلام. أقول: إنّ رواية وضع هذا الاسم «ثنية الوداع» في الجاهلية، ساقطة، لأنها مريضة المتن والسند، وليس لها ما يقوّيها، ولم يرد هذا اللفظ في نصّ شعري جاهلي، أو رواية موثوقة. وقد اكتفى الفيروزأبادي في «معالم طابة» ، بالقول: إنه اسم جاهلي، ولم يذكر شاهدا على ما قال. فإذا قيل: إنّ أنشودة «طلع البدر علينا» ورد فيها «اسم ثنيات الوداع» وهي في بداية الهجرة، ولو لم يكن المكان معروفا لما ذكره صبيان المدينة: أقول: إن سند ومتن النشيد، لا يصمد أمام الروايات الأقوى منه.
أما الروايات التي تذكر أن الاسم إسلامي، فهي كثيرة وموثوقة: منها ما رواه ابن حجر في «الفتح» ٩/ ١٦٩، عن الحازمي من حديث جابر، قال: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى غزوة تبوك حتى إذا كنا عند العقبة مما يلي الشام جاءت نسوة قد كنّا تمتعنا بهنّ يطفن برحالنا، فجاء