للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأس جبل، وهو قوله [١] :

فلا تتركنّى يا ربيع لهذه ... وكنت أرانى قبلها بك واثقا

فردّه إلى أبيه، فنهاه عن قول الشعر، ثم إنّه قال:

ألا انعم صباحا أيّها الطّلل البالى

فبلغ ذلك أباه فطرده، فبلغه مقتل أبيه وهو بدمّون، فقال:

تطاول اللّيل علينا دمّون ... دمّون إنّا معشر يمانون

وإنّنا لأهلنا محبّون

ثم قال: ضيّعنى صغيرا، وحمّلنى دمه كبيرا، لا صحو اليوم، ولا سكر غدا، اليوم خمر، وغدا أمر، ثم قال:

خليلىّ ما فى اليوم مصحى لشارب ... ولا فى غد إذ كان ما كان مشرب

ثم آلى لا يأكل لحما ولا يشرب خمرا حتّى يثأر بأبيه، فلما كان الليل لاح له برق فقال:

أرقت لبرق بليل أهل ... يضىء سناه بأعلى الجبل

بقتل بنى أسد ربّهم ... ألا كلّ شىء سواه جلل

ثم استجاش بكر بن وائل [٢] ، فسار إليهم وقد لجؤوا إلى كنانة، فأوقع بهم، ونجت بنو كاهل من بنى أسد، فقال:

يا لهّف نفسى إذ خطئن كاهلا ... القاتلين الملك الحلاحلا

تالله لا يذهب شيخى باطلا


[١] من أبيات فى ديوانه بشرح السندوبى ١٢٢- ١٢٣.
[٢] استجاشهم: أى طلب منهم جيشا، يريد أن يستعين بهم على بنى أسد قاتلى أبيه.
والذين أجابوه إلى ثأره أولاهم بنو بكر وبنو تغلب ابنى وائل.
[٣] البيتان الأولان فى اللسان ١٣: ١٨٤ الحلاحل، بضم الحاء الأولى: السيد فى عشيرته الشجاع الركين فى مجلسه، والجمع «حلاحل» بفتح الحاء الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>