للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤٣* وقد ذكر امرؤ القيس فى شعره أنه ظفر بهم، فتأبّى عليه ذلك الشعراء، قال عبيد [١] :

يا ذا المخوّفنا بقت ... ل أبيه إذلالا وحينا

أزعمت أنّك قد قتل ... ت سراتنا كذبا ومينا

١٤٤* ولم يزل يسير فى العرب يطلب النصر، حتّى خرج إلى قيصر، فدخل معه الحمّام، فإذا قيصر أقلف، فقال [٢] :

إنّى حلفت يمينا غير كاذبة ... أنّك أقلف إلّا ما جنى القمر

إذا طعنت به مالت عمامته ... كما تجمّع تحت الفلكة الوبر

ونظرت إليه ابنة قيصر فعشقته، فكان يأتيها وتأتيه، وطبن [٣] الطّمّاح بن قيس الأسدىّ لهما، وكان حجر قتل أباه، فوشى به إلى الملك، فخرج امرؤ القيس متسرّعا، فبعث قيصر فى طلبه رسولا، فأدركه دون أنقرة بيوم، ومعه حلّة مسمومة، فلبسها فى يوم صائف، فتناثر لحمه وتفطّر جسده. وكان يحمله جابر بن حنىّ التغلبىّ، فذلك قوله:

فإمّا ترينى فى رحالة جابر ... على حرج كالقرّ تخفق أكفانى [٤]

فياربّ مكروب كررت وراءه ... عان فككت الغلّ عنه ففدّانى [٥]

إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شىء سواه بخزّان


[١] هو عبيد بن الأبرص، من قصيدة فى ديوانه ٢٧- ٢٩ فى ٢٥ بيتا وكذلك فى ابن الشجرى ٢: ٣٩ والبيتان فى الخزانة ١: ١٦١ وهما فيها أيضا مع أبيات ١: ٣٢٢ وسيأتيان مع ٥ أبيات ١٤٣- ١٤٤ ل.
[٢] الديوان ٩٣ وهما فى اللسان ١١: ١٩٩.
[٣] طبن الشىء وطبن له: فطن له.
[٤] أراد بالرحالة الخشب الذى يحمل عليه فى مرضه. الحرج: سرير يحمل عليه المريض أو الميت. القر، بفتح القاف: الهودج. وأراد بالأكفان ثيابه التى عليه، لأنه قدر أنها ثيابه التى يموت فيها فيكفن. والبيت فى اللسان ٣: ٥٩ و ٦: ٣٩٨.
[٥] العانى: الأسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>