للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى المدينة فى وفود العرب، وهو ابن مائة وخمسين سنة، وأسلم، وعمرو يومئذ أرمى العرب، وهو الذى ذكره امرؤ القيس فقال:

ربّ رام من بنى ثعل ... مخرج كفّيه من ستره [١]

وله يقول الآخر [٢] :

نعب الغراب وليته لم ينعب ... بالبين من سلمى وأمّ الحوشب

ليت الغراب رمى حماطة قلبه ... عمرو بأسهمه الّتى لم تلغب [٣]

١٧٢* وقد ذكره النبىّ صلى الله عليه وسلم فقال: «هو قائد الشعراء إلى النار» وفى خبر آخر: «معه لواء الشعراء إلى النار» .

قال ابن الكبىّ [٤] : أقبل قوم من اليمن يريدون النّبى صلى الله عليه وسلم، فضلّوا ووقعوا على غير ماء، فمكثوا ثلاثا لا يقدرون على الماء، فجعل الرجل منهم يستذرى [٥] بفىء السّمر والطّلح، فبينا هم كذلك أقبل راكب على بعير، فأنشد بعض القوم


[١] صدر قصيدة فى الديوان ٨٦- ٨٧. وهو أيضا فى الطبرى والمعمرين والاشتقاق. بنو ثعل: من طيئ، منهم عمرو بن المسبح. «مخرج» كذا فى هـ وهو يوافق رواية الطبرى والاشتقاق. وفى سائر الأصول «متلج» أى مدخل، وهى تنافى حرف «من» والذى فى الديوان «متلج كفيه فى قتره» والقتر: جمع قترة، وهى بيت الصائد الذى يكمن فيه.
[٢] هو وبرة بن الجحدر المعنى من بنى دغش، كما فى الطبرى.
[٣] حماطة القلب: سواده. لم تغلب: بالبناء للمجهول، يقال «ألغب السهم» أى:
جعل ريشه لغابا، والسهم اللغاب، بضم اللام: الفاسد الذى لم يحسن عمله، وقيل اللغاب: ريش السهم إذا لم يعتدل. والبيت فى اللسان ٢: ٢٣٩ و ٩: ١٤٦ غير منسوب.
[٤] سبقت هذه القصة مختصرة (١١١، ١١٢) ورواية ابن الكلبى أشار إليها الحافظ فى الإصابة ٤: ٢٤٩ مختصرة نقلا عن البغوى والطبرانى وأبى زرعة أحمد بن الحسين الرازى فى كتاب الشعراء من طريق ابن هشام بن الكلبى من حديث عفيف بن معدى كرب الكندى.
[٥] الذرى: ما كنك من الريح الباردة من حائط أو شجر، يقال «تذرى» بالحائط وغيره من البرد والريح و «استذرى» كلاهما: اكتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>