للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩١* ويعاب من قوله:

فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ... فألهيتها عن ذى تمائم محول [١]

إذا ما بكى من خلفها انحرفت له ... بشقّ وتحتى شقّها لم يحوّل

قال أبو محمد: وليس هذا عندى عيبا. لأن المرضع والحبلى لا تريدان الرجال ولا ترغبان فى النكاح. فإذا أصباهما وألهاهما كان لغيرهما أشدّ إصباء وإلهاء.

١٩٢* ويعاب من قوله [٢] :

أغرّك منّى أنّ حبّك قاتلى ... وأنّك مهما تأمرى القلب يفعل

وقالوا: إذا كان هذا لا يغرّ فما الذى يغرّ؟ إنما هذا كأسير قال لآسره:

أغرّك منى أنى فى يديك وفى إسارك وأنّك ملكت سفك دمى! قال أبو محمد: ولا أرى هذا عيبا، ولا المثل المضروب له شكلا، لأنّه لم يرد بقوله «حبّك قاتلى» القتل بعينه، وإنما أراد به: أنّه قد برّح بى فكأنّه قد قتلنى. وهذا كما يقول القائل: قتلتنى المرأة بدلها وبعينها، وقتلنى فلان بكلامه. فأراد: أغرّك منّى أن حبّك قد برّح بى وأنّك مهما تأمرى قلبك به من هجرى والسّلوّ عنى يطعك، أى: فلا تغترّرى بهذا، فإنى أملك نفسى وأصبرها عنك وأصرف هواى.

١٩٣* ويعاب عليه تصريحه بالزنا والدّبيب إلى حرم الناس. والشعراء تتوقّى ذلك فى الشعر وإن فعلته. قال [٣] :


[١] من المعلقة. التمائم: التعاويذ. محول: أتى عليه حول.
[٢] من المعلقة.
[٣] الديوان ١٤٠- ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>