للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخالفت أسباب الهدى وتبعته ... على أىّ شىء ويب غيرك دلّكا [١]

فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره هذا، فتوعّده ونذر دمه. فكتب بجير إلى كعب يخبره بأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجلا ممّن كان يهجوه، وأنّه لم يبق من الشعراء الذين كانوا يؤذونه إلا ابن الزّبعرى السهمىّ وهبيرة بن أبى وهب المخزومى، وقد هربا منه، فإن كانت لك فى نفسك حاجة فاقدم عليه، فإنّه لا يقتل أحدا أتاه تائبا، وإن أنت لم تفعل فانج بنفسك. فلمّا ورد عليه الكتاب ضاقت عليه الأرض برحبها، وأرجف به من كان بحضرته من عدوّه، فقال قصيدته التى أوّلها:

بانت سعاد فقلبى اليوم متبول

وفيها قال:

نبّئت أنّ رسول الله أوعدنى ... والعفو عند رسول الله مأمول

ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع يده فى يده وأنشده شعره، فقبل توبته وعفا عنه، وكساه بردا، فاشتراه منه معاوية بعشرين ألف درهم، فهو عند الخلفاء إلى اليوم [٢] .

٢٠٨* وكان لكعب ابن يقال له عقبة بن كعب، شاعر، ولقبه «المضرّب [٣] » وذلك أنّه شبّب بامرأة من بنى أسد فقال:


[١] ويب: كلمة مثل ويل. والبيت فى اللسان ٢: ٣٠٥.
[٢] انظر ما يأتى فى ترجمة كعب ٦٧- ٦٩ ل.
[٣] ضبط فى ل بفتح الميم والراء وسكون الضاد بينهما، وهو خطأ. والذى فى تاج العروس ١: ٣٥٠ أنه بوزن «محدث» و «معظم» وقال: «وبالوجهين ضبط فى نسخة الصحاح فى باب ل ب ب» ونسخة الصحاح المطبوعة غير مضبوطة، ولكنه ضبط فى اللسان ٢: ٢٢٦ بكسر الراء فقط على وزن اسم الفاعل، وقد اخترنا ضبطه بفتح الراء بوزن اسم المفعول ورجحناه، لما تدل عليه القصة التى هنا. وقد مضت للمضرب أبيات ص ١١ وله شعر آخر فى الأغانى ٩. ١٥١. وانظر الخزانة ٤: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>