للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا لعمر الّذى مسّحت كعبته ... وما أريق على الأنصاب من جسد [١]

ما إن بدأت بشىء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطى إلىّ يدى

فلمّا سمع النعمان الشعر أقسم بالله إنّه لشعر النابغة، وسأل عنه، فأخبر أنّه مع الفزاريّين، وكلّماه فيه فأمّنه.

٢٥٥* قال الأصمعىّ: كان النابغة يضرب له قبّة من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها.

٢٥٦* وقال أبو عبيدة: يقول من فضّل النابغة على جميع الشعراء: هو أوضحهم كلاما، وأقلّهم سقطا وحشوا، وأجودهم مقاطع، وأحسنهم مطالع، ولشعره ديباجة، إن شئت قلت: ليس بشعر مولّف، من تأنّثه ولينه، وإشئت قلت: صخرة لو رديت بها الجبال لأزالتها [٢] . قال: وسمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: كان الأخطل يشبّه بالنابغة.

قال: وكان يقوى فى شعره، فدخل يثرب فغنّى بشعره، ففطن فلم يعد للإقواء [٣] .

٢٥٧* وممّا سبق إليه النابغة فأخذ منه قوله فى المرأة: لو أنّها عرضت البيتين. أخذه بعض شعراء ضبّة، وأحسبه ربيعة بن مقروم فقال:

لو أنها البيتين [٤] . وقال النابغة: فاستبق ودّك البيت. أخذه ابن ميّادة فقال ما إنّ ألحّ البيت [٥] .


[١] الجسد: الدم.
[٢] يقال «رداه بالحجارة يرديه رديا» إذا رماه بها.
[٣] انظر ما مضى ٤٢، ١٠٨ وما سيأتى (٨١ ل) .
[٤] مضى هذا ١٦٠.
[٥] وهذا أيضا ١٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>