للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٥٨* وممّا أخذه العلماء عليه قوله فى صفة الثّور [١] :

تحيد عن أستن سود أسافله ... مشى الإماء الغوادى تحمل الحزما [٢]

قال الأصمعىّ: وإنّما توصف الإماء فى مثل هذا الموضع بالرّواح. لا بالغدوّ، لأنّهنّ يجئن بالحطب إذا رحن، ومثله قول الأخنس التغلبىّ [٣] :

يظلّ بها ربد النعام كأنّها ... إماء تزجّى بالعشىّ حواطب [٤]

وقال بعض من طلب له التخرّج: إنّما أراد أن الإماء تغدو لحمل الحزم رواحا.

٢٥٩* وأخذوا عليه قوله [٥] :

تخبّ إلى النّعمان حتّى تناله ... فدى لك من ربّ طريفى وتالدى

وكنت امرءا لا أمدح الدّهر سوقة ... فلست على خير أتاك بحاسد

فامتنّ عليه بمدحه، وجعله خيرا سيق إليه لا يحسده عليه [٦] .

٢٦٠* وأخذوا عليه قوله [٧] :

إذا ما غزا بالجيش حلّق فوقه ... عصائب طير تهتدى بعصائب

جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أوّل غالب

جعل الطير تعلم الغالب من المغلوب قبل التقاء الجمعين، والطير قد تتبع


[١] الديوان ٨ ونقل الوزير شارحه كلام الأصمعى مختصرا.
[٢] الأستن، بوزن أحمر: شجر يفشو فى منابته ويكثر، وإذا نظر الناظر إليه من بعد شبهه بشخوص الناس. والبيت فى اللسان ١٧: ٦٤.
[٣] شاعر جاهلى قديم، قبل الإسلام بدهر. ترجمنا له فى المفضلية ٤١ والبيت هو الثالث منها.
[٤] تزجى: تساق. وفى ل «تزجى» بفتح التاء بالبناء للفاعل، أى: تتزجى، وهو غير جيد. وانظر الموشح ٤٣- ٤٤.
[٥] الديوان ٣٤.
[٦] انظر الموشح ٤٤.
[٧] الديوان ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>