للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحقد ذلك عليه، وكان قال أيضا:

وليت لنا مكان الملك عمرو ... رغوثا حول قبّتنا تدور [١]

لعمرك إنّ قابوس بن هند ... ليخلط ملكه نوك كثير

وقابوس: هو أخو عمرو بن هند، وكان فيه لين، ويسمّى قينة العرس.

فكتب له عمرو بن هند إلى الرّبيع بن حوثرة عامله على البحرين كتابا أو همه فيه أنّه أمر له بجائزة، وكتب للمتلمّس بمثل ذلك.

٣٠٤* قال أبو محمد: وأما المتلمس فقد ذكرت قصّته [٢] . وأمّا طرفة فمضى بالكتاب، فأخذه الربيع فسقاه الخمر حتّى أثمله، ثم فصد أكحله، فقبره بالبحرين. وكان لطرفة أخ يقال له معبد بن العبد، فطلب بديته، فأخذها من الحواثر [٣] .

٣٠٥* قال أبو عبيدة: مرّ لبيد بمجلس لنهد بالكوفة، وهو يتوكّأ على عصا، فلمّا جاوز أمروا فتى منهم أن يلحقه فيسأله: من أشعر العرب؟ ففعل، فقال له لبيد: الملك الضلّيل، يعنى أمرأ القيس، فرجع فأخبرهم، قالوا: ألّا سألته: ثم من؟ فرجع فسأله، فقال: ابن العشرين، يعنى طرفة، فلما رجع قالوا: ليتك كنت سألته: ثم من؟ فرجع فسأله، فقال: صاحب المحجن، يعنى نفسه [٤] .

٣٠٦* قال أبو عبيدة: طرفة أجودهم واحدة، ولا يلحق بالبحور [٥] ، يعنى


[١] مضى البيت ١٨٣.
[٢] ص ١٧٧، ١٧٩.
[٣] فى هذا روايات أخر، وانظر الأغانى ٢١: ١٣٢.
[٤] الأغانى ١٤: ٩٣.
[٥] هذا نص ب د. وفى هـ «فلا» . ومصحح ل غيره فجعله «طرفة أجودهم، وأجده لا يلحق بالبحور» تبع فى ذلك معاهد التنصيص! وهو تصرف غير جيد. والنص هنا يوافق نص الجمحى ٣٠ «وطرفة أجودهم واحدة، وهى قوله» فأشار إلى المعلقة. وقد قال فى أول الكلام: «الطبقة الرابعة، وهم أربعة رهط فحول شعراء، موضعهم مع الأوائل، وإنما أخل بهم قلة شعرهم بأيدى الرواة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>