للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راوية الأعشى، قال: قلت للأعشى: ماذا أردت بقولك:

ومدامة ممّا تعتّق بابل ... كدم الذّبيح، سلبتها جريالها [١]

قال: شربتها حمراء وبلتها بيضاء. والجريال: اللّون.

٤٤١* وكان عبيد هذا يصحب الأعشى ويروى شعره، وكان عالما بالإبل، وله يقول الأعشى فى ذكر الناقة:

[لم تعطّف على حوار] ولم يق ... طع عبيد عروقها من خمال [٢]

٤٤٢* ولمّا قال الأعشى فى علقمة بن علاثة [٣] :

علقم ما أنت إلى عامر ... (الناقض الأوتار والواتر)

نذر علقمة دمه، فخرج الأعشى يريد وجها، فأخطأ به دليله، فألقاه فى ديار بنى عامر بنى عامر بن صعصعة، فأخذه رهط علقمة فأتوه به، فقال:

أعلقم قد صيّرتنى الأمور ... إليك وما أنت لى منقص

فهب لى ذنوبى فدتك النّفوس ... ولا زلت تنمى ولا تنقص

فى أبيات، فعفا عنه، فقال الأعشى ينقض ما قال أوّلا:

علقم يا خير بنى عامر ... للضّيف والصاحب والزائر

والضّاحك السّنّ على همّه ... والغافر العثرة للعاثر

٤٤٣* قال أبو عبيدة: أسر رجل من كلب الأعشى، فكتمه نفسه،


[١] البيت فى المعرب ١٠٣ ونقل القصة أيضا، وأخطأ فى اسم راوية الأعشى. والبيت كذلك فى اللسان ١٣: ١١٤.
[٢] الزيادة أثبتها مصحح ل نقلا عن اللسان. الحوار: ولد الناقة. الخمال: داء يأخذ فى مفاصل الإنسان وقوائم الخيل والشاء والإبل، تظلع منه، ويداوى بقطع العرق، ولا يبرح حتى يقطع منه عرق أو يهلك. قاله فى اللسان، والبيت فيه ١٣: ٢٣٦ وأخطأ فيه فزعم أن «عبيدا» بيطار!
[٣] انظر تفصيل ذلك فى الخزانة ١: ٨٨- ٨٩ و ٢: ٤١- ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>