للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من شاء دلّى النّفس فى هوّة ... ضنك، ولكن من له بالمضيق

أمرهم أن يردّوا كليبا وقد قتل، وأعلمهم أنّه لا يرضى بشىء غير ذلك.

وكان مهلهل القائم بالحرب ورئيس تغلب، فلمّا كان يوم قضة [١] ، وهو آخر أيّامهم، وكان على تغلب، أسر الحارث بن عباد مهلهلا وهو لا يعرفه، فقال له الحارث: تدلّنى على عدىّ بن ربيعة المهلهل وأنت آمن؟ فقال له المهلهل: إن دللتك على عدى فأنا آمن ولى دمى؟ قال الحارث: نعم، قال: فأنا عدى! فجزّ ناصيته وخلّاه، وقال: لم أعرف. وفى ذلك يقول الحارث بن عباد:

لهف نفسى على عدىّ ولم أع ... رف عديّا إذ أمكنتنى اليدان

(طلّ من طلّ فى الحروب ولم يط ... لل قتيل أبأته ابن أبان) [٢]

ثم خرج مهلهل فلحق باليمن، فنزل فى جنب، (حىّ من اليمن [٣] ) ، فخطب إليه رجل منهم ابنته، فقال: إنى طريد غريب فيكم، ومتى أنكحتكم قال الناس اعتسروه، فأكرهوه حتّى زوّجها. وكان المهر أدما، فقال:


[١] قضة: بكسر القاف وفتح الضاد المعجمة مخففة، وضبطت فى ل هنا وفيما سيأتى بتشديدها، قلد فيها ما نقل ياقوت واللسان عن ابن دريد، وهو فى الجمهرة ١: ١٠٥ و ٢: ٧٨ و ٣: ١٠٠، ولكنه خطأ أو شاذ. وهى عقبة بعارض اليمامة، كانت بها وقعة بكر وتغلب العظمى- وانظر البلدان ٧: ١١٧- ١١٨.
[٢] أباء القاتل بالقتيل: قتله به. والبيتان فى القصة ومعهما ثالث فى الأغانى:
١٤٤- ١٤٥.
[٣] فى اللسان: «جنب: بطن من العرب، ليس بأب ولا حى، ولكنه لقب. أو هو حى من اليمن» . وفى ياقوت ٣: ١٤٥ أنها قبيلة، «وهى منبه، والحرث، والعلى، وسنحان، وشمران، وهفان. يقال لهؤلاء الستة جنب، وهم بنو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد. وإنما سموا جنبا لأنهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة، وحالفت صداء بنى الحرث بن كعب» . وفى الكامل للمبرد ٨١٥: «وجنب حى من أحيائهم وضيع» . وانظر جمهرة الأنساب لابن حزم ص ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>