للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخطبها رواحة بن عبد العزّى السّلمىّ، فولدت له عبد الله، وهو أبو شجرة [١] ، ثم خلف عليها مرداس بن أبى عامر السّلمىّ، فولدت له زيدا ومعاوية وعمرا.

٥٩٢* وهى جاهليّة، كانت تقول الشعر فى زمن النابغة الذّبيانىّ، وكان النابغة تضرب له قبّة حمراء من أدم بسوق عكاظ، وتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، فأنشده الأعشى أبو بصير، ثم أنشده حسّان بن ثابت، ثم الشعراء، ثم جاءت الخنساء السّلميّة فأنشدته، فقال لها النابغة: والله لولا أنّ أبا بصير أنشدنى (آنفا) لقلت إنّك أشعر الجنّ والإنس، فقال حسّان: والله لأنا أشعر منك ومن أبيك ومن جدّك! فقبض النابغة على يده، ثم قال: يابن أخى، إنك لا تحسن أن تقول مثل قولى:

فإنّك كاللّيل الّذى هو مدركى ... وإن خلت أنّ المنتأى عنك واسع [٢]

ثم قال للخنساء: أنشديه، فأنشدته، فقال: والله ما رأيت ذات مثانة أشعر منك [٣] ! فقالت له الخنساء: والله ولا ذا خصيين!! ٥٩٣* وكان أخوها صخر بن عمرو شريفا فى بنى سليم، وخرج فى غزاة فقاتل فيها قتالا شديدا، وأصابه جرح رغيب [٤] ، فمرض (من ذلك) فطال مرضه، وعاده قومه، فكانوا إذا سألوا امرأته سلمى عنه قالت: لا هو حىّ


[١] سماه الحافظ فى الإصابة ٥: ٥ «عمرو بن عبد العزى بن عبد الله بن رواحة» وذكره فى الكنى أيضا ٧: ٩٧- ٩٨ ونقل خلافا فى اسمه. وله خبر وشعر حين ارتد عن الإسلام، فى الطبرى ٣: ٢٣٥- ٢٣٦ وقال: «ثم إن أبا شجرة أسلم ودخل فيما دخل فيه الناس» ثم ذكر قصة له مع عمر. وانظر الكامل ٣٤١- ٣٤٣.
[٢] مضى البيت ١١٠، ١٢٣.
[٣] أراد بالمثانة هنا: موضع الولد من الأنثى، وهو أحد معانيها، بل هو الصحيح عند بعضهم.
[٤] الرغيب: الواسع.

<<  <  ج: ص:  >  >>