للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالت لها عائشة رضى الله عنها: يا خنساء إنّ هذا لقبيح، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فما لبست هذا [١] ، قالت: إنّ له قصّة، قالت: فأخبرينى، قالت: زوّجنى أبى رجلا، وكان سيّدا معطاء، فذهب ماله، فقال لى [٢] : إلى من يا خنساء؟

قلت: إلى أخى صخر، فأتيناه، فقسم ماله شطرين، فأعطانا خيرهما، فجعل زوجى أيضا يعطى ويحمل، حتّى نفد ماله، فقال: إلى من؟ فقلت: إلى أخى صخر، (فأتيناه) ، فقسم ماله شطرين، فأعطانا خيرهما، فقالت امرأته: أما ترضى أن تعطيها النصف حتّى تعطيها أفضل النّصيبين؟! فأنشأ يقول [٣]

والله لا أمنحها شرارها ... ولو هلكت مزّقت خمارها

وجعلت من شعر صدارها

فذلك الذى دعانى إلى أن لبست هذا حين هلك [٤] .

٥٩٥* وكانت تقف بالموسم فتسوّم هؤدجها بسومة [٥] ، وتعاظم العرب بمصيبتها بأبيها عمرو بن الشّريد وأخويها صخر ومعاوية ابنى [٦] عمرو، وتنشدهم فتبكى الناس.


[١] س ف «فقالت لها: ما هذا؟ فو الله لقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ألبس عليه صدارا» .
[٢] س ف «زوجنى أبي سيدا من سادات قومى متلافا معطاء، فأنفذ ماله وقال لى» .
[٣] س ف «فقلت له إلى أخى صخر، فقاسمنا ماله، وأعطانا خير النصفين، فأقبل زوجى يعطى ويهب ويحمل، حتى أنفده، ثم قال: إلى أين يا خنساء؟ قلت: إلى أخى صخر، فأتيناه، وقاسمناه ماله، وأعطانا خير النصفين، إلى الثالثة، فقالت له امرأته: أما ترضى أن تقاسمهم مالك حتى تعطيهم خير النصفين؟! فقال» .
[٤] أشار الحافظ إلى هذه القصة فى الإصابة ٨: ٦٧- ٦٨: بصيغة التمريض بقوله يقال إلخ، فيظهر أنه لم يجد لها تخريجا برواية لها إسناد.
[٥] السومة: العلامة، كالسيمة والسيماء والسيمياء، وسوم الفرس: جعل عليه السيمة، ومنه الخيل المسومة.
[٦] فى ل «بن» والظاهر أنه خطأ، وما أثبتنا أجود وأصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>