أن نسخه المخطوطة فى مصر نادرة، فليس منها فى دار الكتب المصرية إلا نسختان، إحداهما مخطوطة بقلم معتاد، بخط يحيى بن محمد بن لونيس بن القاضى المغربى الزواوى، نقلها من نسخة مخطوطة محفوظة بالقسطنطينية المحروسة فى دار كتب راغب باشا، وفرغ من كتابتها لثلاث ليال خلون من شهر رجب سنة ١٢٨٦ هـ بهاشها بعض تقييدات» ، والأخرى «بخط عيسى بن محمد بن سلمان، فرغ من كتابتها ظهر يوم الاثنين الثالث من شهر جمادى الآخرة سنة ١٠٥٩ هـ. بها ترقيع وأكل أرضة وتلويث، وبهامشها تقييدات» ، كما جاء وصفهما فى فهرس دار الكتب، وهما برقمى (٥٥٠، ٤٢٤٧ أدب) . ومخطوطاته الأخرى فى دمشق وبرلين وباريس وفينا وليدن. وطبع الكتاب فى ليدن سنة ١٨٧٥ م، ثم طبع فيها مرة أخرى سنة ١٩٠٢ م. وهذه الطبعة قليلة نادرة، والأولى أقل منها وأشد ندرة. ثم طبعه السيد محمد أمين الخانجى رحمه الله فى سنة ١٣٢٢ هـ (١٩٠٤ م) مع بعض تعليقات للسيد محمد بدر الدين النعسانى، وهى نسخة مختصرة غير كاملة. ولقد كنت عجبت من ذلك حين وقعت إلىّ طبعة ليدن الثانية، فسألت السيد الخانجىّ رحمه الله، وهو الخبير بالكتب العارف بها، فاعتذر لى بأنه طبعه عن نسخة دار الكتب المصرية، وأنه لم يكن قد وصل إليه خبر عن طبعة ليدن. وفى معجم المطبوعات لسركيس (ص ٢١٢) أنه طبع أيضا فى الآستانة سنة ١٣٢٢ هـ وفى مطبعة الفتوح الأدبية بمصر سنة ١٣٣٢ هـ (١٩١٤ م) ولم أر هاتين الطبعتين. ثم طبعه فى سنة ١٣٥٠ هـ (١٩٣٢ م) محمود أفندى توفيق بمطبعة المعاهد بمصر، وصححه وعلق حواشيه صديقنا الأديب العلامة الأستاذ مصطفى السقا، واعتذر فى مقدمته بأنه لم ير الطبعة الأوربية إلا حين كاد يفرغ من تصحيح الملزمة الثامنة عشرة من طبعته، أى حين أتمّ نحو ثلاثة أرباع الكتاب، وهذه الطبعة مختصرة غير كاملة، مثلها مثل طبعة الخانجى، لا تزيد عليها إلا قليلا.
وقد وفق الله أخانا الأستاذ محمد أفندى الحلبى، صاحب «دار إحياء الكتب العربية» بمصر، لاختيار نشر هذا الكتاب، فعهد إلىّ أن أحققه وأشرحه، فاعتزمت ذلك مستعينا بالله متوكلا عليه.