للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٤٨* ومن جيّد شعر زهير بن جناب [١] :

ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه ... يوما فتدركه عواقب ما جنى [٢]

يجزيك أو يثنى عليك، وإنّ من ... أثنى عليك بما فعلت كمن جزى

وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضى الله عنها وهى تتمثّل به، فكان يقول لها: «كيف الشعر الذى كنت تتمثّلين به؟» فإذا أنشدته إيّاه قال: «يا عائشة إنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس» [٣] .

٦٤٩* ومن جيّد شعره قوله:

إنّ بنى مالك تلقى غزيّهم ... فى الزاد فوضى وعند الموت إخوانا [٤]


هؤلاء» . وكذلك أشير إليهما فى الأغانى وابن الأثير فى مناسبة ترجمة زهير بن جناب، ولم يذكر أحد منهم أن موت عمرو كان فى إسار بنى حنفية. فلعل المؤلف دخلت عليه قصة فى قصة!
[١] البيتان فى اللآلى ٢٠٦ ونسبهما لورقة بن نوفل، وكذلك فى الخزانة ٢: ٣٩، وهما فى الأغانى ٣: ١٢- ١٤ ونسبهما لغريض اليهودى، ثم ذكر أقوالا أنهما لسعية بن غريض أو لزيد بن عمرو بن نفيل أو لورقة أو لزهير بن جناب أو لعامر المجنون الحرمى، وصحح أنهما لغريض أو ابنه: ثم ذكر قصيدة لورقة فيها البيتان. وفى نسب قريش للمصعب ص ١٥٠ خطأ أنهما لورقة بن نوفل.
[٢] لا يحر: لا يرجع إلى النقص، وأصل الحور الرجوع إلى النقص.
[٣] فى الأغانى ٢: ١٣ بإسناده إلى عائشة: «فقال صلى الله عليه وسلم: «ردى على قول اليهودى قاتله الله، لقد أتانى جبريل برسالة من ربى: أيما رجل صنع إلى أخيه صنيعة فلم يجد له جزاء إلا الثناء عليه والدعاء له فقد كافأه» . وفى الخزانة ٣: ٣٩ «وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا ورقة فإنى رأيته فى ثياب بيض، وهو الذى يقول» فذكر البيتين.
فهاتان الروايتان ورواية المؤلف لا أصل لها فى السنة فيما أعلم، إلا أن الحديث الذى ذكره المؤلف: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس» حديث صحيح. ورواه أحمد فى المسند ٥: ٢١١، ٢١٢ من حديث الأشعث بن قيس، ورواه أبو داود والترمذى من حديث أبى هريرة، وصححه الترمذى وانظر كشف الخفا ٢: ٣٧٦.
[٤] الغزى: جمع غاز، مثل «ناد وندى» و «ناج ونجى» للقوم يتناجون.

<<  <  ج: ص:  >  >>