للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يميل على وحشيّه فيميله ... لإنسيّه منها عراك مناجد [١]

فلما تجلّى الّليل عنها وأبصرت ... وفى سدف الّليل الشّخوص الأباعد [٢]

يقال لها: جدّى، هويت، وبادرى ... غناء الحمام أن تميع المزايد [٣]

فعضّت تراقيه بصفراء جعدة ... فعنها تصاديه وعنها تراود [٤]

تأوّبها فى ليل نحس وقرّة ... خليلى أبو الخشخاش واللّيل بائد [٥]

فقال: أحيّيكم، فقالت: تريدنا ... على الزّبد، شعب بيننا متباعد [٦]

إذا قال: مهلا أسجحى، حملقت له ... بزرقاء لم تدخل عليها المراود [٧]

٦٦٧* وممّا أخذ عليه قوله:

لمّا تخايلت الحمول حسبتها ... دوما بأيلة ناعما مكموما

الدّوم: شجر المقل، وهو لا يكمّ، إنّما يكمّ النخل [٨] . فأمّا قول


[١] الوحشى والإنسى: شقا كل شىء، ووحشى كل شىء: شقه الأيسر، وإنسيه: شقه الأيمن، وقيل بخلاف ذلك. المناجد: أصله المبارز المقاتل. يريد: أن الوطب يميل على جانبه الوحشى فتحاول رده إلى الجانب الإنسى بعراكها وجهدها الشديد.
[٢] السدف: جمع «سدفة» وهى الظلمة، يريد أن ما بقى من ظلام الليل يخفى الشخوص الأباعد.
[٣] هويت: دعاء عليها. غناء الحمام: أى: قبل غنائه فى السحر. وفى ل «عناء» بكسر العين المهملة، وهو خطأ لا معنى له. المزايد: جمع مزادة. تميع: تسيل وتذوب، يريد: بادرى لئلا يذوب ما فيها من سمن ونحوه ويسيل، إذا ما طلعت عليه الشمس.
[٤] التراقى: جمع ترقوة، وأصلها العظمة المشرفة بين ثغرة النحر والعاتق، وأراد بتراقى الوطب هنا أعاليه. وأراد بالصفراء الجعدة سنها، ووصفها بالجعودة على معنى أنها قصيرة شديدة.
[٥] تأوبها: جاءها ليلا.
[٦] الشعب: الصدع والتفرق.
[٧] أسجحى، سهلى ألفاظك وأرفقى، كما يقال: «إذا سألت فأسجح» .
[٨] فى اللسان: «أكمام النخلة ما غطى جمارها من السعف والليف والجذع، وكل ما أخرجته النخلة فهو ذو أكمام، فالطلعة كمها قشرها» وفيه أيضا: «وقد كمت النخلة، على صيغة ما لم يسم فاعله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>