للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النابغة الجعدىّ فى هذا المعنى:

كأنّ تواليها بالضحى ... نواعم جعل من الأثأب

فقد أخذ عليه، وقالوا: الجعل صغار النخل، فكيف جعله من الأثأب؟

ولا أراه إلّا صحيحا على التشبيه، كأنه أراد نواعم أثأب كالجعل وقد تسمى العرب الشىء باسم الشىء إذا كان له مشبها، ولعلّ الأثأب أن تكون تسمّى أفناؤه جعلا، كما تسمّى أفناء النخل وقصاره جعلا [١] .

٦٦٨* وممّا سبق إليه قوله فى الإبل:

إذا القوم قالوا: وردهنّ ضحى غد ... تواهقن حتّى وردهنّ طروق [٢]

وقال آخر:

إذا القوم قالوا: وردهنّ ضحى غد ... تواهقن حتّى وردهنّ عشاء

(إذا استخبرت ركبانها لم يخبّروا ... عليهنّ، إلّا أن يكون نداء)


[١] الأثأب: شجر عظيم كبير يستظل تحته العدد الكثير من الناس، ينبت نبات الجوز، وورقه كورقه، وله ثمر مثل التين الأبيض يؤكل، وله حب مثل حبه. الأفناء: قال ابن جنى: «واحد أفناء الناس أفناء، ولامه واو، لقولهم شجرة فنواء: إذا اتسعت وانتشرت أغصانها، قال: وكذلك أفناء الناس: انتشارهم وتشعبهم» . فالظاهر أن أفناء النخلة صغارها التى تنبت حولها.
[٢] تواهقن: تساير متباريات، المواهقة: أن تسير مثل سير صاحبك.

<<  <  ج: ص:  >  >>