للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٢٦* وهمّ الفرزدق بهجاء عبد القيس، فبلغ ذلك زيادا الأعجم، فبعث إليه: لا تعجل حتّى أهدى هديّة، فانتظر الفرزدق الهديّة، فبعث إليه:

ما ترك الهاجون لى إن هجوته ... مصحّا أراه فى أديم الفرزدق

ولا تركوا عظما يرى تحت لحمه ... لكاسره أبقوه للمتعرّق

سأكسر ما أبقوه لى من عظامه ... وأنكت مخّ الساق منه وأنتقى

وإنّا وما نهدى لنا إنّ هجوتنا ... لكالبحر مهما يلق فى البحر يغرق

فلما بلغه الشعر قال: ليس لى إلى هجاء هؤلاء (من) سبيل ما عاش هذا العبد! ٧٢٧* وهو القائل يرثى المغيرة بن المهلّب [١] :

إنّ السّماحة والمروءة ضمّنا ... قبرا بمرو على الطريق الواضح

فإذا مررت بقبره فاعقر به ... كوم الهجان وكلّ طرّف سابح [٢]

(وانضح جوانب قبره بدمائها ... فلقد يكون أخا دم وذبائح)

وقال له قبيصة بن المهلّب حين أنشده هذا: أعقرت يا أبا أمامة؟ قال: إنّى كنت على مقرف [٣] .


[١] من قصيدة طويلة فى ذيل الأمالى ٣: ٨- ١١ وذكر بعضها فى الأغانى ١٤: ٩٩ وقال: «وهذا من نادر الكلام، ونقى المعانى، ومختار القصائد، وهى معدودة من مراثى الشعراء فى عصر زياد ومقدمها» . وفى معجم الأدباء أبيات منها، وقال:
«وهى من أحسن المراثى» . وذكر ابن خلكان أبياتا منها ٢: ١٩٣- ١٩٤ وقال «وهذه القصيدة من غرر القصائد ونخبها» .
[٢] الطرف، بكسر الطاء: الكريم العتيق من الخيل. وضبط فى ل بالفتح، وهو خطأ.
[٣] المقرف: الهجين من الخيل، وهو الذى أمه برذونة وأبوه عربى، أو بالعكس. وفى الأغانى أنه قال: «كنت على بيت الهمار، يريد الحمار» .

<<  <  ج: ص:  >  >>