للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٣٩* وهجا قومها فاستعدوا عليه مروان (بن الحكم) ، وهو يومئذ عامل معاوية على المدينة، فنذر ليقطعنّ لسانه، فلحق بجذام [١] ، وقال:

أتانى عن مروان بالغيب أنّه ... مقيد دمى أو قاطع من لسانيا

ففى العيس منجاة وفى الأرض ... إذا نحن رفّعنا لهنّ المثانيا

فأقام هناك إلى أن عزل مروان عن المدينة، وانصرف إلى بلاده، وكان يختلف إليها سرّا.

٧٤٠* وكان لبثينة أخ يقال له جوّاس، فشبّب بأخت جميل، فغضب جميل وتواعدا لمراجزة، فغلبه جميل، ولمّا اجتمعوا لذلك قال أهل تيماء:

يا جميل قل فى نفسك ما شئت فأنت الباسل الجواد الجميل، ولا تقل فى أبيك شيئا فإنه كان لصّا بتيماء فى شملة لا توارى استه! وقالوا لجوّاس: قل وأنت دونه فى نفسك، فقل ما شئت فى أبيك، فإنه صحب النبىّ صلى الله عليه وسلم [٢] .

٧٤١* وقال كثيّر: قال لى جميل: خذ لى موعدا من بثينة! قلت له:

هل بينك وبينها علامة؟ فقال لى: عهدى بها وهم بوادى الدّوم يرحضون ثيابهم، فأتيتهم فأجد أباها قاعدا بالفناء، فسلّمت فردّ، وحادثته ساعة حتى استنشدنى


[١] جذام: حى من اليمن، يصرف إن أريد اسم الرجل، ويمنع من الصرف إن أريد القبيلة.
[٢] جواس: هو ابن قطبة بن ثعلبة بن الهوذ، وهو ابن عم بثينة لا أخوها، هى بنت حبأ ابن ثعلبة بن الهوذ. وانظر ترجمة جواس فى الأغانى ١٩: ١١٢- ١١٤ وكان هو وأخوه عبيد الله بن قطبة يهجوان جميلا وينافرانه من أجل بنت عمهما. وأما ما ذكر فى هذا الخبر، من أن أباهما صحب رسول الله، فلم أجد ما يؤيده، وفى الصحابة «قطبة بن قتادة العذرى» ذكره ابن إسحق فيمن شهد غزوة مؤتة، وذكر له فيها شعرا، سيرة ابن هشام ٧٩٤، ٧٩٧، وله ترجمة فى الإصابة ٥: ٢٤٣، فإن كان إياه فلعل بعض رواة الغزوة أخطأ فى اسم أبيه، فذكر «قتادة» بدل «ثعلبة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>