للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنشدته [١] :

فقلت لها: يا عزّ أرسل صاحبى ... على نأى دار، والموكّل مرسل

بأن تجعلى بينى وبينك موعدا ... وأن تأمرينى بالذى فيه أفعل

وآخر عهّد منك يوم لقيتنى ... بأسفل وادى الدّوم والثّوب يغسل

فضربت بثينة جانب الخدر وقالت: اخسأ! فقال لها أبوها: مهيم يا بثينة [٢] ؟

قالت: كلب يأتينا إذا نوّم الناس من وراء هذه الرّابية، قال: فأتيت جميلا فأخبرته أنّها واعدته وراء الرابية إذا نوّم الناس! ٧٤٢* قال أبو محمد: هكذا حدّثنا دعبل بن على الشاعر [٣] . وأمّا أبو عبد الله الزّبيرىّ فقال: التقى جميل وكثيّر، فشكا أحدهما لصاحبه أنه محصر لا يقدر أن يزور، فقال جميل لكثيّر: أنا رسولك إلى عزّة، فأخبرنى بآخر عهد كان لك بها؟ قال كثيّر: فإنّ آخر عهدى أنى مررت بها وبجواريها يغسلن ثيابا بأسفل وادى الدّوم، فأتهم فانشدهم ثلاث ذود سود ثم انظر ما يقال لك! فأتاهم جميل فجعل ينشدهم الذّود، فقالت له جاريتها: لقد رأيت ثلاثا سودا مررن بالقاع خلفنا، ثم عهدى بهنّ وإحداهنّ تحتكّ بالطّلحة ومضى سائرهنّ، فانصرف جميل حتّى أتى كثيّرا فأخبره، فلمّا كان فى بعض الليل أتيا الطلحة وأتته عزّة وصاحبة لها معها، فتحادثا طويلا، وجعل كثيّر يرى عزّة تنظر نحو جميل، وكان جميل جميلا، وكان كثيّر دميما، فغضب كثيّر وغار، فقال لجميل: انطلق بنا قبل أن نصبح، فانطلقا، وقال:


[١] ستأتى الأبيات برواية أخرى ٢٦٣ ل.
[٢] مهيم: كلمة يمنية يستفهم بها، معناها: ما أمرك وما شأنك ونحو ذلك.
[٣] ستأتى ترجمة دعبل ٥٣٩- ٥٤١ ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>