للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا، وأوّل يوم من أيام الآخرة، فلا نالتنى شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن كنت وضعت يدى عليها لريبة قطّ، قال: فأقمنا حتّى مات.

٧٤٦* وذاكرت بهذا بعض مشايخنا، فقال لى: كيف يكون هذا؟ أليس هو القائل [١] :

فدنوت مختفيا أضرّ بيتها ... حتّى ولجت على خفىّ المولج [٢]

قالت: وعيش أخى ونقمة والدى ... لأنبّهنّ الحىّ إن لم تخرج [٣]

فخرجت خيفة أهّلها فتبسّمت ... فعلمت أنّ يمينها لم تلجج

فلثمت فاها آخذا بقرونها ... فعل النّزيف ببرد ماء الحشرج [٤]

٧٤٧* وقال جميل حين حضرته الوفاة:

بكر النّعىّ وما كنى بجميل ... وثوى بمصر ثواء غير قفول [٥]

ولقد أجرّ البرد فى وادى القرى ... نشوان بين مزارع ونخيل

قومى بثينة واندبى بعويل ... وابكى خليلك دون كلّ خليل


[١] الأبيات فى ابن خلكان ١: ١٤٥ وفيه بيتان زائدان.
[٢] أضر ببيتها: أدنو منه، يقال «أضر به» أى: دنا منه دنوا شديدا ولم يخالطه. وفى ابن خلكان «ألم ببيتها» من الإلمام.
[٣] ابن خلكان «ونعمة والدى» .
[٤] لثمت: بكسر الثاء وبفتحها، هو من بابى «تعب» و «ضرب» والمفهوم من اللسان أن الكسر أكثر، وفى المصباح والمعيار أن الكسر لغة. وفى اللسان عن ابن كيسان:
«سمعت المبرد ينشد قول جميل: فلثمت ... بالفتح» وفى المصباح عن ابن كيسان أيضا: «سمعت المبرد ينشده بفتح الثاء وكسرها» . النزيف: الذى عطش حتى يبست عروقه وجف لسانه. أو هو المحموم. الحشرج: كوز صغير لطيف. والبيت فى اللسان ١٦: ٦ وقال: «ويروى البيت لعمر بن أبى ربيعة» وعجزه فيه ١١: ٢٤٠ غير منسوب. وهو والبيتان قبله فيه أيضا منسوبة لعمر بن أبى ربيعة، ثم نقل قول ابن برى: «البيت لجميل بن معمر، وليس لعمر بن أبى ربيعة» . والأبيات الأربعة فى قصيدة لعمر فى ديوانه ٢٢٨- ٢٢٩ برقم ٣٥٤.
[٥] النعى، ههنا: الناعى الذى يأتى بخبر الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>